نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ ((البحث اللساني للأكاديمين العراقيين في المجلات العراقية المحكمة 2005 – 2015 دراسة نقدية)) للطالب كريم شيال مكطوف في كليتنا قسم اللغة العربية تخصص لغة ، من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الاستاذ الدكتور علاوي سادر جازع وعضوية كل من الاستاذ الدكتور علاء جبر محمد والاستاذ المساعد الدكتور علي حلو حواس والاستاذ المساعد الدكتور حيدر غضبان محسن والاستاذ المساعد الدكتور خالد خليل هويدي وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور احمد عاشور جعاز وذلك يوم الخميس الموافق 2017/12/7 على قاعة (الاستاذ الدكتور هاشم طه شلاش) .

وتلخصت الاطروحة بإنَّ تحديد أيّ علم من العلوم يشترط وجودَ منهجِ بحثٍ؛ لذلك بدت الحاجة ملحة إلى مناهج البحث العلمي، وقد طالت هذه الحاجة الدراسات اللسانية المعاصرة بناء على ما توصلت إليه تلك الدراسات وصفا وتحليلا، ويتجلى ذلك بوضوح فيما قدمته المدارس اللسانية من دراسات بفعل المنهج وأثره بدءا باللسانيات التأريخية، والبنيوية، والتوليدية التحويلية، والتداولية، وليس انتهاء بغيرها من المدارس اللسانية الأخرى فلا يزال البحث غضا ولا تزال النظريات تتوالى بفعل التراكم المعرفي.

لقد بدأت نتاجات العراقيين في الحقل  اللساني تنشط في الأعوام الأخيرة من القرن الحالي مما حفزني إلى دراسة بحوثهم المنشورة في المجلات العراقية الأكاديمية المحكمة، فجاءت دراستي الموسومة بـ (البحث اللساني للأكاديميين العراقيين في المجلات العراقية المُحَكَّمة 2005-2015 “دراسة نقدية”)؛ لما وجدته من مادة صالحة للدراسة في المدة المذكورة آنفا.

وقد سلك الباحث في هذه الدراسة منهجا وصفيا تحليليا نقديا يقوم على تقسيم هذه البحوث على فصول بحسب مضمونها، فلما توفرت لدي مجموعة من البحوث في اللسانيات بشكل عام كوّنت الفصل الأول وهو (في اللسانيات)، وعندما توفرت بحوث أخرى في اللسانيات التوليدية التحويلية نهض الفصل الثاني، فحمل عنوان (في اللسانيات التوليدية التحويلية)، وهكذا دواليك في بقية بحوث الجامعيين الأخر، ولم يكن تسلسل الفصول اعتباطيا، بل كان بحسب التسلسل التأريخي لظهور تلك النظريات، ثم قمت بعرض أو وصف أبرز ما جاءت به فقرات هذه البحوث؛ ليتسنى لي بعد ذلك الوقوف على ما باحت به مكنوناتها من المزايا أو المآخذ وهو المقصود مما تذيل به عنوان الأطروحة (دراسة نقدية)، فالنقد هو: وسيلة تقييمية لتقدير قيمة المقروء، أو تقويم مظاهر الاعوجاج فيه، أو غيرها من الغايات التي تكون بضميمة النقد.

 وقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها: إنّ تباين فهم الأكاديميين العراقيين للسانيات بشكل عام والنظريات اللسانية كالتوليدية، والتداولية، والنص، والحجاج بشكل خاص قد انعكس على بحوثهم فمنها ما حوى إشارات خجولة لهذه النظريات فكانت دراسته أقرب للتراث منها إلى الحداثة على الرغم مما تصدر به عنوان هذه الدراسات الذي يشي بمقاربات لسانية بين التراث والحداثة، كذلك وجدنا أن من البحوث ما حمل عنواناتٍ مبهمة فضلا عن الإبهام في المتن، على أننا لانعدم وجود بحوث أوجدت مقاربات نافعة وواضحة ومقنعة بين الدرسين التراثي العربي.

ومن النتائج المستخلصة أيضا أننا وجدنا بعض البحوث وبسبب الاعتزاز بالتراث اللغوي العربي الخالد قد عالجت موضوع اللسانيات بشكل عاطفي منحاز إلى ذلك التراث وليس بشكل موضوعي مما يفقدنا الإفادة من فتح زوايا قد لانراها في التراث من خلال مقاربته مع النظريات اللسانية الحديثة، ومن جانب آخر ينبغي النظر إلى اللسانيات الحديثة أيضا باعتدال أي لايبلغ حد الإعجاب الذي يؤدي إلى الإسفاف حتى نعمى أو نغفل عن تراثنا الزاخر وهو ما وجدته في بعض بحوث الأكاديميين.


Comments are disabled.