اقام قسم اللغة العربية  في كليتنا حلقة دراسية بعنوان ( النثر في العصر العباسي ) في باية قسم اللغة العربية قاعة رقم 5 وبحضور طلبة القسم.

وذكر الاستاذ المساعد الدكتور يحيى ولي فتّاح خلال الحلقة الدراسية ان الهدف الرئيس منها هو تعريف الطلبة بانواع النثر لاسيما النثر في العصر العباسي مثل الخطابة والقصة والرسائل.

كما اشار فتاح الى تطور النثر في العصر العباسي وتحديداً في القرن الثاني الهجري وما احدثه من تلاقح الحضارات .

واشار الاستاذ الدكتور يحيى ولي فتاح الى امتزاج  الحضارة العربية بالحضارات الاخرى (الحضارة الفارسية – الحضارة الرومانية – والحضارة الهندية).

واكد فتّاح ان (هذا الامتزاج والتلاقح الحضاري له دور كبير في ازدهار عملية الترجمة من العربية الى هذه اللغات والعكس بالعكس).

 وقال فتّاح ان ( النثر في هذا العصر تهيأت اسباب لينمو ويزدهر ودخلته ثقافات اجنبية وتفاعل معها لكنه ظل محتفظا بمقوماته وطوابعه العربية الاصيلة فلم يحدث أي ازدواج للغة يعرضها للضياع, كما تناولت الحلقة الدراسية الخطابة والوعظ والقصص ومنها الخطابة السياسية  والتي نشطت في مطلع هذا العصر اذ اتخذتها الثورة العباسية اداتها في بيان حق العباسيين في الحكم ولكنها ضعفت بعد ذلك ضعفا شديدا لان الاحزاب السياسية فنيت بسبب بطش سلطان العباسيين وعادت الخطابة للظهور اثناء فتنة الامين والمأمون ولكن لم تعد قوتها كعهد بني امية ثم ضعفت وتضاءلت.
كما تناول الخطابة الحفلية التي ضعفت لان  وفود العرب لم تعد تفد على قصور الخلفاء وبالتالي لم يفد الخطباء عليهم.

و اقتصرت الخطابة الحفلية على مناسبات كتعزية الخليفة او لتهنئة خليفة جديد ولذلك اصبحت الخطابة الحفلية نادرة حتى تضاءلت, اما الخطابة الدينية  التي ظلت مزدهرة في هذا العصراما الرشيد سن سنة اضعفت الخطابة الدينية على السنة الخلفاء اذ امر الاصمعي ان يعد خطبة للامين يخطب بها يوم الجمعه وبذلك سن للخلفاء ان يخطبوا بكلام غيرهم.
ومن الجدير بالذكر ان  الخطابة الدينية ضعفت على السنة الخلفاء ولكنها نشطت على السنة
الوعاظفي مساجد البصرة والكوفة وبغداد وكانوا خلاط من الزهاد والفقهاء والمتكلمين
وكانو يستمدون من القران واحاديث الرسول واقوال الصحابة والوعاظ السابقين .

وقال فتّاح ان ( هناك وعاظ مزجو اوعظهم بالقصص الديني وتفسير القران وهذا المزج قديم منذ صدر الاسلام ) مشيرا الى  ) القصاص موسى بن سيار الاسواري )  وذكر ان الوعاظ والقصاص ارتقى بصناعة النثر في المعاني التي يرددونها و دققوا في هذه المعاني واعتنو باساليبهم عناية تقوم على الدقة في الاختيار والاحساس وجودة الصياغة ومنهم من اعتنى بالسجع مثل الفضل بن عيسى الرقاشي ..

وعند الختام فتح باب النقاش امام الحضور وتم طرح اسئلة عديدة نوقشت مما اضافة للحلقة الدراسية لون جميل من المداخلات الفكرية الرائعة.


Comments are disabled.