نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بــ (الاسر العلمية في دمشق في القرنيين السادس والسابع الهجريين واثرها في الحياة العامة) للطالب ماهر عبد الكاظم عوفي  في كليتنا قسم التاريخ تخصص (اسلامي) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتورة عربية قاسم احمد وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتورة مهدية فيصل صالح  والاستاذ المساعد الدكتور عكرمة كامل محمد وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتورة غنية ياسر كباشي وذلك يوم ألاحد الموافق 24/6/ 2018 على قاعة (أ.د. جواد علي) .

أوضحت الدراسة العديد من النتائج، وإثبات الكثير من الحقائق، منها,إن الأسر العلمية التي ظهرت في دمشق خلال القرنيين السادس والسابع الهجريين  لم تكن كلها دمشقية الأصل، إذ أن بعضها انتقلت من موطنها الأصلي إلى دمشق واستوطنتها لظروف مختلفة كما هو الحال بالنسبة لأسرة آل الرحبي التي أنتقل جد هذه الأسرة من مدينة الرحبة إلى دمشق بسبب مزاولته الطب بها ، فضلاً عن مزاولته التجارة في بلاد الشام, كذلك اسرة آل المقدسي التي انتقلت من بيت المقدس بسبب الهجمة الصليبية فاستقروا بدمشق.

وكان لعلماء الأسر العلمية دور كبير في الحياة العامة، والأثر البالغ الذي خلَّفته في جميع جوانب الحياة العلمية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

كذلك كان لعلماء الأسر العلمية دور كبير في إنشاء المراكز العلمية للعلماء التي كانت لهم فيها إسهامات عديدة ومنها: المساجد والمدارس ودور الحديث والخانقاهات وغيرها.

وقد اتصف أغلب علماء الأسر الدمشقية بالموسوعية العلمية، إذ نجد أنهم لم يكتفوا بدراسة علم واحد، بل حاولوا أخذ معظم معارف عصرهم، لاسيما العلوم الدينية التي تعتبر المدخل لدراسة العلوم الإنسانية والصرفة، وكانت تمثل لغة العصر آنذاك كونها تستهوي المجتمع من الحكام والمحكومين.

شغل علماء الأسر العلمية مناصب إدارية عديدة في دمشق بدعم السلاطين والحكام من خلال تقريبهم لشغل تلك الوظائف الرفيعة، ومن أهمها الوزارة والقضاء والخطابة والإمامة وذلك لحاجة الدولة  لهم في تسيير شؤون البلاد وأن أغلب علماء تلك الأسر كانوا يتوارثون هذه الوظائف جيلاً بعد أخر.

تباينت علاقات العلماء بحكام مدينة دمشق، فبعضهم كان على صلة وثيقة بالسلطة ونالوا مكانة متميزة، إذ أغدقوا عليهم الأموال والهبات والعطايا، ودل هذا على عمق مكانة الأسر العلمية عند السلطة الحاكمة، وان رضاهم من رضا السلطة، وغضبهم وعزلهم يؤدي إلى غضب الحكومة، ومن المؤكد أن هذه المكانة لا تشمل كل العلماء، نّما فقط العلماء الذين حسُنت سيرتهم، وخدموا المدينة وأهلها في الحياة العامّة. وبعضهم تم إبعادهم، بل وتعرَّضوا إلى عقوبات صارمة نتيجة لمواقفهم السياسية المتمثلة  بانتقاد السلطة ، أو بالاعتداء على بعض العلماء المقربين للسلطة الذين يتمتعون بشعبية كبيرة عند أهل مدينة دمشق.

شارك علماء الأسر في دمشق في الحياة الاجتماعية من خلال مشاركتهم الناس أفراحهم وأحزانهم وقضاء حوائجهم، إذ قام الكثير منهم بأعمال البر والإحسان، وإغاثة الملهوف فكانوا الملجأ للفقراء والمحرومين. 

Comments are disabled.