نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـ (اخبار شعراء الشيعة للمرزباني – دراسة في ضوء النقد الثقافي) للطالبة منتهى رحيمة عيسى في كليتنا قسم اللغة العربية تخصص (ادب) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتورة عهود عبد الواحد عبد الصاحب  وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور نوري كاظم امنسف والاستاذ المساعد  الدكتور مشتاق فالح عبيد وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور إحسان محمد جواد  وذلك يوم  الاثنين الموافق  25 / 6/ 2018 على قاعة (أ.د. هاشم طه شلاش ) .

قسِّمَت الباحثة الرسالة على ثلاثة فصول وتمهيد، سبقتهم بمقدِّمة وختمتهم بأهمِّ النتائج التي توصَّلت إليها في البحث. وبداية في التمهيد تحدَّثت عن الدراسات الثقافية، والنقد الثقافي، ومفهوم النسق، والمركز، والهامش.

أمَّا الفصل الأوَّل  فجاء في ثلاثة مباحث؛ الأوَّل تحدَّثت فيه عن مؤلِّف الكتاب، والثاني دار حول فنِّ الخبر عند العرب، أمَّا المبحث الثالث؛ فكان عن الشعراء الشيعة، وحدود المصطلح.

والفصل الثاني كان بعنوان (نسق المغايرة والاختلاف في المتن الخبري وهامشه)، وانقسم على مبحثين؛ الأوَّل كان عن الرفض والمعارضة لهيمنة مؤسَّسة السلطة عند الشعراء الشيعة، الذين ذكرهم المرزباني في كتابه، والمبحث الثاني تحدَّث عن الإبداع في أخبارهم، لهذا وُسِمَ عنوان المبحث بــ (قراءة الاستجواب في المتن الخبري).

والفصل الأخير والثالث اختصَّ بدراسة الأبيات الشعرية التي وردت في الكتاب، وجاء بعنوان (نسق المغيرة والاختلاف في المتن الشعري)، وأيضًا انقسم على مبحثين، الأوَّل كان عن الرفض والمعارضة والتمرُّد عند الشعراء الشيعة، والثاني بحث عن أين يكمن إبداع شعراء الشيعة في شعرهم.

وبعد البحث في الموضوع خُتمت الدراسة بخاتمة تضمَّنت النتائج المهمَّة التي توصلت إليها ، منها إنَّ المرزباني اختار الأخبار التي دارت بين الشعراء والحكَّام، فسلَّطَ الضوء على الصراعات والجدال الذي حدث بين الشعراء وحكَّام بني أميَّة، وقد ذكر في كتابه شعراء مُكثرين ومعروفين، وشعراء مقلين . الحكَّام والخلفاء لهم سلطة يتحلون بها، لهذا تجدهم يصدرون أحكامًا وقوانينَ يسير عليها العامَّة، وهذا ما متعارف عليه، وللمثقَّف أيضًا سلطة يتحلَّى بها، إذ تجد له سطوة، ومؤسَّسة السلطة تهابه، لهذا يتعرَّض المثقَّفون دائمًا إلى التهميش والاقصاء؛ لخوف مؤسَّسة السلطة على مكانتها . النقد الثقافي عبارة عن قراءات ثقافية للنصوص والخطابات الأدبية، فيُقرأ كلُّ نصٍّ بحسب عصره والعصور التي سبقته، وهذا بحسب تأثيرات المجتمع الثقافية به، والأنساق الثقافية هي أكبر جزئيَّة قام عليها النقد الثقافي، ويمكن أن أعدَّها الأصل الذي يقوم عليه النقد الثقافي . شعراء الشيعة شعرهم سياسي ديني مذهبي تاريخي، نابع عن قلوبٍ مُحبَّة مخلصة، لا يرجون بذلك التكسُّب والمال، وإنَّما الأجر والثواب، ولهذا أضاف الشعر الشيعي للأدب العربي كثيرًا . اشتمل الشعرُ الشيعي على مفردات الرفض والمعارضة والتمرُّد ومعانيها، ضدَّ مؤسَّسة السلطة السياسية، وأرادوا بهذا الدفاع عن عقيدتهم، وانقسم الشعراء بهذا الجانب على قسمين: بعضهم من يظهر رفضه ومعارضته، ويتمرَّد دون أن يكترث لأحدٍ، وبعضهم الآخر يضمرُ ذلك الرفض؛ خوفًا من مؤسَّسة السلطة.


 

Comments are disabled.