اقام قسم العلوم التربوية والنفسية ندوة علمية عن منهجية البحث الإشكالية والمشكلة القاها الأستاذ المساعد الدكتور علي حسين الحلو يوم الأربعاء الموافق 14/12/2016 في قاعة (ا.د عبد العزيز البسام).

إن كل من المشكلة والإشكالية يكون مسبوقا بدافع قد يكون هذا الدافع فضولا أو شعور المرء بالجهل كما أن كليهما يسعى للوصول إلى إجابة يحاول من خلالها فك الإبهام والكشف عن الغموض .بالإضافة لإلي أن كلاهما يرتبط بالإثارة والحيرة والقلق والدهشة لكي يخلقان ارتباكا في نفس السائل .فضلا عن ذاك فإن كلاهما يطرح قضايا فكرية تتجاوز الحسيات والتوجه أو التطلع نحو العقلاني فهما لا يهتمان فقط بالظواهر الجزئية الحسية بل أيضا بدراسة الكليات المجردة وخاصة الموضوعات الميتافيزيقية .

ولكن هل وجود نقاط التشابه بينهما يمنع وجود اختلاف بينهما .
من خلال الوقوف على حقيقة كل من المشكلة والإشكالية نلمس أن أهم وجه فرق بينهما يكمن في كون أن الإشكالية هي المعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها وتتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية .فلإن المشكلة فمجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية أساسية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم نفصل السؤال الجوهري هذا لإلي عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات .وإذا كان مصدر اشتقاقهما واحد فإن الاستعمال المريح يفصل بينهما فصل الكل عن أجزائه وهذا فضلا عن أن الإشكالية قضية تثير قلقا نفسيا وتشوشا منطقيا والباحث فيها لا يقتنع بحل أو بأطروحة أ, بجملة من الأطروحات ويبقى مجال حلها مفتوحا .إذن فالإشكالية أوسع من المشكلة فهي تحتضن مجموعة من المشكلات ولاذا حددنا موضوع الإشكالية عرفنا المشكلات التي تتبعها كما تتتبع الأجزاء الكل الذي يحتضنها .

فالإشكالية هي بمثابة المضلة المفتوحة التي تنضوي تحتها المشكلات التي تناسبها.

وكذلك الأمر بالنسبة للإشكاليات فقد تجمعها على نفس المبدأ إشكالية واحدة نسميها إشكالية الإشكاليات أوأم الإشكاليات.

وعلى هذا الأساس نستعمل الإشكالية باعتبارها المعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من علاج فهي بمثابة المصدر الذي لا ينقضي عجائبه وفي مقابل ذلك نستعمل المشكلة باعتبارها القضية الجزئية التي تساعد على الاقتراب من الإشكالية.

 


Comments are disabled.