تمت مناقشة رسالة الماجستير الموسومة بـ (كتاب غرر الحكم ودرر الكلم للأمام علي “عليه السلام” – دراسة في ضوء نظرية الحجاج) للطالبة (سارة سعد ياسين) من قسم اللغة العربية تخصص (ادب) وبإشراف الأستاذ المساعد الدكتور عدنان جاسم محمد في تمام الساعة التاسعة صباحا من يوم الخميس الموافق 13/4/2017 في قاعة (أ.د.هاشم طه شلاش) .
ملخص البحث :
يُعدُّ كتاب (غُرر الحِكم ودُرر الكلم) رافدًا حيويًا لا يمكن الإستغناء عنه في مجالات الحياة المتعدّدة، فهو لم ينصف مِن الباحثين في دراساتهم، على الرغم من تشعبه العلوم والفنون، وما يحويه من مادة بلاغية، ونحوية، وأدبية بصورة عامة، فضلاً عن علوم متمثلة بالدين، والأخلاق، والفلسفة، والمنطق، والإجتماع، والإقتصاد، والسياسة وما إلى ذلك، فهو كالمنجم كلما تُعمِّق فيه أُخرج منه ذهبٌ يشذبُ حياة الإنسان على مرِّ الأزمنة، ولعلَّ هذه الدراسة هي الأولى من بين الدراسات الأكاديمية التي عنيت بهذا المنهل العذب .
ما تنفكُّ الدراسات اللسانية الحديثة تتطور في شتى الجوانب، والحِجاج من الدراسات الخطابية التي تحاول الوصول إلى أن النصوص الأدبية كيف تقوم بعملية الإقناع تداوليًا؟ ، غير أن هذه الحداثة لم تكن وليدة العصر، إذ أوْلى الباحثون النصوص الأدبية إهتمامًا كبيراً بكيفية إيصال فكرتها إلى المتلقي الذي جُعلَ في العصر الحداثيِّ منتجًا للنصِّ لا مستهلكًا ، وهذا يستدعي فكرة التحاور القائمة بمفهومها على الحجاج الإقناعي؛ لإنَّ كاتبَ النصِّ يُلقي حُجَجهُ في السِّياق، ويأتي المتلقي لمناقشة الأفكار المنضوية فيه، وكشف الستار عن معانيه، فمن هذا المنطلق أثَّر المرسل بالمتلقي عن طريق رسالته ـ النص ـ ، وبذا أصبح المتلقي منتجًا للنصِّ ومُحَاجَجًا . تأسيسًا على ذلك يمكن القول: إنَّ النصوص الأدبية تحمل بين حناياها حُجَجًا بلاغية إقناعية، ولا تتوقف تلك الحجج على النصوص الشعرية ، ولم تكن وحدها متسمة بالجمال الأدبي أو توغلها في هتكِ أسرار الخطاب ، بل النصوص النثرية لها نصيبٌ وافرٌ من ذلك الإقناع والجمال ، إذ هناك أعمالٌ نثريةٌ عرفت الجمال والإبداع حتى أنست المتلقي بكونها نصوصاً نثرية؛ لما تنماز به من شعرية ألفاظها وإقناع حجاجي لا يمكن إنكارهما، فمن هذا المنطلق أثبت النص النثري وجوده في الدراسات الأدبية حتى استطاع أن يلجَ الآليات البلاغية ـ قديمها وحديثها ـ فضلاً عن ولوجه الدراسات البلاغية المتسمة بالفلسفة المنطق.