شهدَ قسم اللغة العربية في كليتنا مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ ((الحجاج اللغوي في الدراسات اللسانية العربية الاصول والامتدادات)) للطالب (خالد سعد جبر) تخصص لغة من قبل لجنة المناقشة المتمثلة بـ :الاستاذ الدكتور علاوي سادر جازع رئيساً ، (وكل من “الاستاذ المساعد الدكتور تحسين عبد الرضا كريم ، والاستاذ المساعد الدكتور حيدر عبد الزهرة هادي والاستاذ المساعد الدكتور باسم خيري خضير والاستاذ المساعد الدكتور مؤيد عبيد صوينت “ عضــواً) وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور علي حلو حواس ، وذلك يوم الخميس الموافق 2017/9/14 على قاعة (الاستاذ الدكتور هاشم طه شلاش) .
جاءت دراستُنا هذه تتصدّى لمجال جديد ، تمثّلَ بـ (الحِجاج اللغويّ في الدراساتِ اللسانيةِ العربيةِ، الأُصول والامتدادات).ونظرًا لتعدُّد أنواع الحجاج، ومدارسِه، واتّساعِها، اقتُصِرَتِ الدراسةُ على أحد هذه الاتجاهات ، الذي يكون على تماسٍّ مباشر مع اللغة الطبيعيّة، بعيداً عن لغة المنطق والجدل وغيرِهما؛ فكان العنوانُ (الحِجاج اللغويّ) مُستبعِدًا الباحث كلَّ ما ليس له عَلاقةٌ باللغة وإن تطرّق لشيءٍ غيرِهِ فلأجل بيان ما يمتاز به الحِجاج اللغويّ عمّا سواه.
وأمّا (في الدراسات اللسانية) فبه يخرُج كلُّ مَن كان باحثًا أو عالمًا غيرَ لغويٍّ. وقَصد الباحث بـ(العربيّة) الدراساتِ التي قامَ بها الباحثون والدارسون العربُ، فَهُمْ مَن ترجمَ وهُمْ مَن نقل إلينا هذه النظرية، مستبعدًا بذلك الدراساتِ الحجاجيةَ اللسانيةَ غيرَ العربية.
وأراد بــ (الأصول) موطنَ النظريّة الحجاجيّة اللسانيّة، ورائدَها وما اعتمده في مشروعه هذا، متوسّلاً في ذلك جهودَ العرب المحدثين الذين تفضلوا في ترجمتها، ولم يقصد بذلك أصولَ النظريّةِ في التُراث العربيّ، وإنْ خُصِصَ له مساحةٌ قليلةٌ في التمهيد. وأمّا (الامتدادات) فعَنَي بها ما أضافه الباحثون والدارسون العرب، وكيف كانَ تلقِّيهم لهذه النظريّة؟ ومَن أوّلُ مَن تلقّى؟ هل تتلمذَ على يد مؤسِّسها؟ أم هل ترجمَ له؟ مَن تَبِعَه في ذلك؟ ما العوائقُ التي وقفت أمامه؟ وما أثرُ هذه الدراسات في الجامعات العربية، وما مآلُ اللسانيات الحجاجيّة؟ وغيرَ ذلك ممّا يكتنف عمليّة التلقّي ونظريّةَ الحجاج.
وقد احتوت الدراسة على ثلاثة فصول، مسبوقة بمقدّمة وتمهيد، ومقفّاة بخاتمة، فيها أبرزُ النتائج التي توصّلتُ اليها ؛ وكان المنهجُ المتَّبـــَعُ فيها هو المنهجَ التاريخي. ولا يخلو البحثُ من نقد لبعض آراء الباحثين العرب التي وردت فيه، فضلًا عن مناقشتها.
ومِن المُهمّ ذِكرُه أنّ أصلَ هذه النظرية كُتب باللغة الفرنسية، وقد تعذّر الحصولُ على المصادر الأصل، فضلًا عن ترجمة هذه اللغة الى لغة البحث؛ لذا كان الاعتمادُ في هذه الدراسة على المصدر الوسيط، ولاسيّما في الفصل الثاني؛ إذ يعود الفضل في معرفة أسس هذه النظرية الى الباحثين العرب الذين ترجموا أصولَها. فلا تكادُ تطِّلعُ على فصل من فصول هذه الأطروحة من دون أنْ تجدَ جهدًا كبيرًا وواضحًا لباحثينا العرب.
وفي ختام المناقشة تم قبول الاطروحة بعد الاخذ بالملاحظات التي نوه عليها الاساتذة المناقشين وقد حصل المناقش على تقدير جيد جداً عالٍ .