تم مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ (فاعلية برنامج تعليمي على وفق النظرية السلوكية في تحصيل مادة الجغرافية وتنمية التفكير التأملي لدى طالبات الصف الخامس الادبي) للطالبة نازك علي مطشر في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية قسم (العلوم التربوية والنفسية) تخصص (طرائق تدريس الجغرافية) وبأشراف الاستاذ الدكتور ثناء يحيى قاسم ، يوم الثلاثاء الموافق 2017/9/19 على قاعة (أ.د. عبد العزيز البسام) .

يرمي هذا البحث الى بناء برنامج تعليمي على وفق النظرية السلوكية وبيان فاعليته في تحصيل مادة الجغرافية وتنمية التفكير التأملي لدى طالبات الصف الخامس الادبي . ولتحقيق هدفي البحث اعتمدت الباحثة على منهجين هما المنهج الوصفي في بناء البرنامج التعليمي، والمنهج التجريبي في بيان فاعلية البرنامج في تحصيل مادة الجغرافية وتنمية التفكير التأملي لدى طالبات الصف الخامس الادبي ، ومن خلال التحقق من الفرضيتين الصفريتين .

اقتصر البحث الحالي على طالبات الصف الخامس الادبي في المدارس الاعدادية والثانوية النهارية للبنات التابعة للمديرية العامة لتربية بغداد/ الرصافة الاولى للعام الدراسي 2016-2017، وقد اعتمدت الباحثة على تصميم تجريبي ذي الضبط الجزئي (مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة) ذات الاختبار البعدي.

وتألفت عينة البحث من (60) طالبة من طالبات الصف الخامس الادبي بواقع (31) طالبة للمجموعة التجريبية في ثانوية الفوز للبنات و(29) طالبة للمجموعة الضابطة في ثانوية الاعتدال للبنات، وتم اجراء التكافؤ  بين المجموعتين في متغيرات (اختبار المعرفة السابقة في مادة الجغرافية، مستوى الذكاء، العمر الزمني محسوباً بالشهور، درجات الطالبات في مادة الجغرافية للعام الدراسي السابق، التحصيل الدراسي للوالدين، اختبار التفكير التأملي القبلي).

اعتمدت الباحثة على اداتين لقياس المتغيرات التابعة للبحث تمثلت الاداة الاولى ببناء اختبارين تحصيليين، الاختبار التحصيلي الاول يطبق نهاية الكورس الاول مؤلف من (50) فقرة، منها (40) فقرة من نوع الاختيار من متعدد وبأربعة بدائل والتي تقيس المستويات الثلاثة الاولى من تصنيف بلوم (المعرفة، الفهم، التطبيق)، اما الفقرات التي تقيس مستويات (التحليل، التركيب، التقويم) من المجال المعرفي لتصنيف بلوم فقد صاغتها الباحثة على شكل فقرات اختبارية مقالية، وبلغ عددها (10) فقرات، أما الاختبار التحصيلي الثاني فيطبق نهاية الكورس الثاني وصاغته الباحثة من (50) فقرة، منها (41) فقرة من نوع الاختيار من متعدد وبأربعة بدائل والتي تقيس مستويات (المعرفة، الفهم، التطبيق) من تصنيف بلوم، أما الفقرات التي تقيس مستويات (التحليل، التركيب، التقويم) من المجال المعرفي لتصنيف بلوم فقد صاغتها الباحثة على شكل فقرات اختبارية مقالية وبلغ عددها (9) فقرة، وتم التحقق من صدق الاختبارين وثباتها وحساب خصائصها السيكومترية، أما الاداة الثانية فتمثلت باعداد اختبار يقيس التفكير التأملي تكون من (60) فقرة من نوع الاختيار من متعدد ذات البدائل الاربعة، تم التحقق من صدقه وثباته وحساب خصائصه السيكومترية. طبق الاختبار في نهاية التجربة التي استمرت سنة دراسية كاملة ابتداءً من 10/10/2016 الى 3/4/2017 وعوملت النتائج باستعمال الاختبار التائي لعينتين مستقلتين (T-test) وقد اظهرت النتائج ما يأتي:

1- تفوق طالبات المجموعة التجريبية اللواتي درسن مادة الجغرافية الطبيعية بالبرنامج التعليمي المعد على وفق النظرية السلوكية على طالبات المجموعة الضابطة اللواتي درسن المادة ذاتها من دون البرنامج (بالطريقة التقليدية) في اختبار التحصيل.

2- تفوق طالبات المجموعة التجريبية اللواتي درسن مادة الجغرافية الطبيعية بالبرنامج التعليمي المعد على وفق النظرية السلوكية على طالبات المجموعة الضابطة اللواتي درسن المادة ذاتها من دون البرنامج (بالطريقة التقليدية) في اختبار التفكير التأملي البعدي.

وفي ضوء النتائج التي توصلت اليها الدراسة خرجت الباحثة بعدد من الاستنتاجات من أهمها أسهم البرنامج التعليمي المبني على وفق النظرية السلوكية في زيادة تحصيل طالبات الصف الخامس الادبي في مادة الجغرافية الطبيعية وكذلك في تنمية تفكيرهن التأملي ، وان بناء برامج تعليمية وتضمينها عوامل جذب كالالوان والصور والحكم والمخططات والاشكال والمعلومات الاثرائية كان له أثر في اضفاء الحيوية والنشاط وكسر الرتابة والملل مما أنعكس ايجابياً في النتائج ، وكذلك البرامج التعليمية تحتاج الى وقت وجهد وامكانات مادية في تخطيطها وتنفيذها وتقويمها.

وفي ضوء النتائج وضعت الباحثة عدداً من التوصيات منها ضرورة تضمين كتب الجغرافية ومنها كتاب الجغرافية الطبيعية للصف الخامس الادبي لتطبيقيات التعلم الاجرائي ولاسيما التعليم المبرمج لما له من أثر فاعل في رفع مستوى التحصيل ، وفتح دورات لتدريب المدرسين والمدرسات أثناء الخدمة على كيفية توظيف التطبيقات التربوية لنظرية التعلم الاجرائي لسكنر للافادة منها في مجال عملهم ، والاهتمام بتنمية التفكير لدى المتعلمين ولاسيما التفكير التأملي من خلال تضمين المناهج الدراسية أنشطة متنوعة تنمي التفكير وتتناسب مع خصائص الفئة المستهدفة وطبيعة المحتوى التعليمي الذي تدرس به ، وكذلك اتاحة الفرصة للمدرسين والمدرسات للاطلاع على البرامج التعليمية وتدريبهم عليها من خلال الدورات التطويرية التي تقيمها المديريات العامة للتربية ، واخيراً دعوة المشرفين المختصين الى توجيه الملاكات التدريسية لمتابعة ما يستجد من طرائق تدريس حديثة أثبتت فاعليتها في زيادة التحصيل وتنمية التفكير.

وقد اقترحت الباحثة استكمالاً لهذه الدراسة عدة مقترحات منها قياس فاعلية تطبيقات أخرى لنظرية التعلم السلوكية في التحصيل وتنمية التفكير التأملي ، ودراسة مماثلة لهذه الدراسة على مراحل ومواد دراسية اخرى ، ودراسات تبحث اثر هذا البرنامج في متغيرات تابعة اخرى مثل (التفكير العلمي، والتفكير عالي الرتبة، والتفكير المتشعب، والتفكير الاستدلالي، والدافعية المعرفية، والدافعية الاكاديمية، وعمليات العلم، الاتجاه، الميول) ، وكذلك دراسة توازن بين هذا البرنامج وبرامج تعليمية أخرى لبيان أثرها في تحصيل مادة الجغرافية أو اكتساب مفاهيمها.



Comments are disabled.