نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـــ (المناخ وانتاجية قصب السكر بنجر السكري في العراق دراسة في المناخ التطبيقي الزراعي للفترة 1980 -2010) للطالبة هند فاضل ابراهيم في كليتنا قسم الجغرافية تخصص (طبيعية ) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور علي عبد الزهرة الوائلي وعضوية كل من الاستاذ الدكتور سلام هاتف احمد والاستاذ المساعد الدكتور قصي فاضل عبد وبأشراف الاستاذ الدكتور فاضل باقر محمد وذلك يوم الاثنين الموافق 29 / 1/ 2018 على قاعة (أ.د خطاب العاني) .
تهدف الدراسة إلى بيان مدى تأثير عناصر المناخ في زراعة محاصيل قصب السكر والبنجر السكري من حيث حجم المساحة المزروعة ، وكمية الإنتاج ، وذلك عن طريق تحديد أنسب الأحوال المناخية الملائمة لزراعة محاصيل قصب السكر في المحافظات الوسطى والجنوبية المختارة والبنجر السكري في المحافظات الشمالية المختارة، وتوزيعها الجغرافي من اجل الاستثمار الأمثل للإمكانات المناخية المتاحة في هذه المحافظات، وذلك من اجل التوسع في زراعتها وزيادة الإنتاج والغلة وانعكاسها بصورة إيجابية على الاقتصاد الوطني والتنمية في العراق.
وخرجت الدراسة باهم الاستنتاجات والتوصيات وكما يلي :-
الاستنتاجات :
1-أثبتت الدراسة ان للعناصر المناخية اثر كبير على زراعة وانتاج محصولي قصب السكر والبنجر السكري في العراق.
2-تباين العناصر المناخية مكانياً بين وسط وجنوب العراق مع شماله إذ تزداد معدلات السطوع الشمسي ودرجات الحرارة وسرعة الرياح بالاتجاه من الشمال الى الجنوب وتقل الرطوبة النسبية والامطار في نفس الاتجاه.
3-يعد الفرق في كمية الاشعاع بين الصيف والشتاء في شمال العراق عن جنوبه ذا تأثير كبير على معدلات الاستهلاك المائي للمحصولين المدروسين الامر الذي يؤدي الى عدم اكتمال نضجهما.
4-وجود علاقة طردية بين نمو محصول قصب السكر وضوء الشمس والذي يتبين عن طريق زيادة نمو المحصول بزيادة كمية الاشعاع الواصل على الرغم من ان محصول القصب من محاصيل النهار ( الطويل – القصير ) إذ يتطلب ( 10 – 12 ) ساعة ضوئية وهو ما يتوفر في محافظات الجنوب.
5-يكون صفر النمو لمحصول قصب السكر (12 مْ) ويحتاج الى عدد كبير من الوحدات الحرارية المتجمعة في فصل نموه تتراوح بين ( 5000 – 6000 ) مْ وكانت درجات الحرارة المتجمعة في المحافظات الجنوبية قريبة من هذا العدد من الوحدات إذ كانت في العمارة ( 4791.6 مْ ) وفي السماوة ( 4757.9 مْ) وفي الناصرية ( 4956.4 مْ) وفي الديوانية ( 4613.8 مْ) وفي كربلاء (4672 مْ).
6-تتطلب زراعة محصول البنج السكري كمية من الاشعاع الشمسي لا تزيد عن ( 120 سعرة / سم2 / يوم ) وكذلك احتياجه الى ( 7 ) ساعات ضوئية يومياً وهو ما يتوفر في المحافظات الشمالية من العراق، وهو من محاصيل النهار الطويل.
7-تقدر درجات الحرارة المتجمعة لمحصول بنجر السكر بين ( 2000 – 2800 مْ) التي تكون في المحافظات الشمالية قريبة من هذه الدرجات إذ تكون في محافظة كركوك (2798.9 مْ) وفي الموصل ( 2560.3 مْ) وفي دهوك ( 2561.8 مْ) وفي اربيل (2456.8 مْ) وفي السليمانية ( 2266.9 مْ).
8-تعد محافظة ميسان من افضل المناطق ملائمة ً لزراعة محصول قصب السكر وانتاجه من حيث العناصر المناخية، فمثلاً درجة الحرارة لزراعة المحصول تكون من شهر شباط حتى منتصف شهر تشرين الثاني وهو يتماشى مع درجات الحرارة السائدة في محافظة ميسان التي تتراوح بين ( 21.5 مْ) في شهر نيسان و( 26.4 مْ) في شهر تشرين الاول، في حين بلغ معدل درجة الحرارة لأشهر فصل النمو للمحصول ( 32.3 مْ) وهذا يتناسب مع درجة الحرارة المثلى التي يتطلبها هذا المحصول البالغة ( 32 – 38 مْ).
9-تعد محافظة كركوك من افضل مناطق زراعة وانتاج محصول بنجر السكر إذ تسجل أشهر فصل نمو المحصول فيها درجات حرارة معتدلة وملائمة لنموه، إذ سجل شهر تشرين الاول الذي يعد بداية فصل النمو معدلاً حرارياً بلغ ( 24.1 مْ) وسجل شهر مايس وهو الشهر الاخير من مراحل نضج المحصول ( 25.4 مْ) وبلغ معدل درجة حرارة اشهر فصل النمو لمحصول البنجر البالغة ( 8 ) أشهر ( 16.4 مْ) وهي قريبة من المعدلات المطلوبة.
10-جاءت محافظة المثنى بالمرتبة الاخيرة من محافظات الجنوب في زراعة محصول قصب السكر وإنتاجه على الرغم من تمتع هذه المحافظة بفصل نمو طويل لا تنخفض فيه درجة الحرارة الى درجة الانجماد غير انها تتميز بقلة وتذبذب كميات الامطار الساقطة فيها إذ يبلغ المجموع السنوي للأمطار في هذه المحافظة ( 99.2) ملم وهي كمية قليلة جداً لا تتلاءم مع المتطلبات المائية لمحصول قصب السكر في مراحل نموه المتخلفة.
11-تأتي محافظة اربيل بالمرتبة الخامسة من حيث المساحة المزروعة والانتاج لمحصول البنجر السكري بين المحافظات الشمالية، إذ سجلت المساحة المزروعة فيها في خمسة مواسم زراعية فقط هي ( 1985 – 1986 ، 1986 – 1987 ، 1987 – 1988 ، 1989 – 1990 ، 2001 – 2002 ) وهي مساحات قليلة جداً تمثلت في نفس المواسم (11 ، 14 ، 17 ، 9 ، 10 ) دونم على التتالي.
12-تم استخدام معامل الارتباط وتحليل الانحدار الخطي البسيط وقد تمثلت بنتائج مختلفة اهمها :-
أ.كانت نتائج التحليل الاحصائي للعلاقة بين معدلات السطوع الفعلية وكمية الانتاج قد اظهرت علاقة ارتباط طردية قوية بينهما مما يشير الى ان أي ارتفاع في ساعات السطوع الفعلية تسبب بارتفاع كمية الانتاج وكان ذلك واضحاً في المحطات ( العمارة، السماوة ، كربلاء ) إذ بلغت قيمة (r) فيها ( 0.99 ، 0.98 ، 0.98 ) على التوالي وكانت قيمة (t) المحسوبة في هذه المحافظات ( 12.87 ، 12.33 ، 12.33 ) على التوالي، وكان خط الانحدار متجهاً نحو اليمين مما يشير الى ان العلاقة طردية فضلاً عن وجود تقارب لبيانات المتغيرين من خط الانحدار.
ب.كانت غلة انتاج قصب السكر في محافظات جنوب العراق قد تمثلت في المحافظات (العمارة ، السماوة ، الناصرية ) بأعلى القيم ( 0.98 ، 0.97 ، 0.96 ) على التتالي وقيمة (t) المحسوبة فيها ( 12.24 ، 11.62 ، 11.23 ) على التوالي، الامر الذي يعني وجود علاقة ارتباط طردية بين الغلة وساعات السطوع والامر نفسه ينطبق على علاقة باقي العناصر مع كمية الانتاج والغلة والتي اظهرت دلالة احصائية قوية إذ كانت قيمة (t) المحسوبة أعلى من قيمة (t) الجدولية.
ج.كانت العلاقة بين ساعات السطوع الفعلية وكمية انتاج محصول بنجر السكر في محافظات شمال العراق علاقة ارتباط طردية قوية ذات دلالة احصائية، وكانت قيمة (r) في محطات ( الموصل ، السليمانية ، كركوك ) ( 0.99 ، 0.98 ، 0.98 ) على التوالي، وقيمة (t) المحسوبة في هذه المحافظات ( 11.91 ، 11.19 ، 11.19 ) وكانت أقل من ذلك في المحطات ( اربيل ودهوك).
د.أما غلة انتاج البنجر فقد اثبتت الدراسة ان الارتفاع في ساعات السطوع الفعلية قد تسبب في ارتفاع معدلات الانتاج فبلغت قيمة (r) في المحطات ( الموصل ، السليمانية ، كركوك ) ( 0.98 ، 0.98 ، 0.96) على التتالي وكانت قيمة (t) المحسوبة ( 11.67 ، 11.67 ، 10.32 ) على التوالي وهي اعلى من قيمة (t) الجدولية، والامر نفسه ينطبق على باقي العناصر المناخية المختارة وذلك عن طريق خط الانحدار الذي يكون اتجاهه نحو اليمين.
التوصيات :
1-إنشاء مصنع سكر قصب في محافظة كربلاء لان ذلك يتماشى مع كمية انتاج ومعدلات الغلة لهذا المحصول في هذه المحافظة مقارنةً بباقي محافظات الجنوب.
2-تغير نمط الري لمحصول قصب السكر في المحافظات الجنوبية من خلال الابتعاد عن طرق الري التقليدية واستخدام نظام الري بالتنقيط او الرش، وكذلك العمل على رفع قنوات الري من خلال تزويد المزارع بمضخات حديثة وتبطين قنوات الري لتقليل الضائعات المائية.
3-التوسع في زراعة الاصناف المقاومة للملوحة من قصب السكر والعمل على التعاقد مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعالمية لاستنباط اصناف تتلاءم مع بيئة المحافظات الجنوبية.
4-تطوير الايدي العاملة واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة والعمل على سن قوانين وتشريعات تخص العمالة المؤقتة واقامة الدورات الزراعية في الاراضي الصالحة للزراعة وغير المستثمرة.
5-ضرورة التوسع في المساحات المزروعة بمحصول بنجر السكر مع توفير جميع مستلزمات انتاجه وبيعها للمزارعين بأسعار مناسبة.
6-ضرورة قيام اجهزة الارشاد الزراعي بأخذ دورها بتعريف المزارعين في محافظات زراعة بنجر السكر لأهميته في تحقيق الامن الغذائي للعراق عن طريق اقامة الندوات والدورات الخاصة بالمحصول وبإشراف فرق مختصة وكفؤة.
7- ضرورة التركيز على زراعة اصناف بنجر السكر ذات الانتاجية العالية والمحتوى العالي من المادة السكرية والاهتمام بالعمليات التسويقية لمرحلة ما بعد حصاد المحصول من خلال نقل الحاصل الى اماكن تصنيعه وعدم تركه في المزرعة بعد حصاده.