نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـــ ((التحليل الجيومورفولجي لتباين حجم مفصولات التربة في المظاهر الارسابية لنهر دجلة في شمالي بغداد الى جنوبي واسط) للطالبة عروبة عزيز جاسم في كليتنا قسم  الجغرافية  تخصص (طبيعية) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ علي عبد الزهرة الوائلي وعضوية كل من الاستاذ  الدكتور كفاح صالح بجاي والاستاذ المساعد الدكتور جوان سمين احمد وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور اسامة خزعل عبد الرضا وذلك يوم الثلاثاء الموافق 20/ 2/ 2018 على قاعة (أ.د. خطب العاني) .       

تناولت الدراسة مجرى نهر دجلة ضمن محافظتي بغداد وواسط وبطول (484 كم)، الذي اتخذ جرياناً شمالي غربي-جنوبي شرقي، بهدف دراسة العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في مجرى النهر والكشف عن التباين المكاني في نشاط العمليات الجيومورفولوجية وانعكاس ذلك على تباين ابعاد المظاهر الارسابية والتغيرات الحاصلة فيها مكانياً وزمانياً وايضاً انعكاسه على التباين في حجم مفصولات التربة المكونة لهذه المظاهر.

ركزت الدراسة على العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في نشاط العمليات الجيومورفولوجية، اذ من الناحية الجيولوجية تقع منطقة الدراسة ضمن النطاق غير المستقر للسهل الرسوبي الذي تغطيه ترسبات العصر الرباعي (البلايستوسين والهولوسين) التي تشمل الرواسب النهرية الحديثة وهي ترسبات مفككة قليلة المقاومة لعمليتي النحت والتعرية المائية، وبخاصة في موسم الزيادة المائية وارتفاع التصاريف، وهذا ما اثبتته الدراسة الهيدرولوجية للنهر اذ ان موسم الزيادة المائية يتبع الحالة الطبيعية في النهر وتبدأ من شهر كانون الثاني حتى شهر تموز وذلك لذوبان الثلوج في المنابع العليا من النهر اذ بلغ اعلى معدل التصريف المائي (700.9 م3/ثا) في شهر اذار لمحطة سراي بغداد، اما في محطة مقدم سدة الكوت فقد بلغ المعدل (418 م3/ثا) في شهر نيسان، ان هذه المدة تمثل ذروة العمل الجيومورفولوجية الحتّي والتعروي في مجرى النهر، ثم يبدأ النهر مرحلة جديدة عندما تبدأ التصاريف والمناسيب بالانخفاض اذ تؤدي الى ضعف سرعة الجريان المائي ونشاط عملية الارساب وتبدأ من شهر تموز حتى شهر كانون الأول.

تبين من الدراسة ان تربة ضفاف النهر غير متجانسة بسبب طبيعة حمولة النهر لأنها من الترب المنقولة بسبب عملية التعرية المائية، وانتقلت هذه الحمولات حسب طاقة النهر اذ تكون القوى الهيدروليكية متباينة القدرة مما أدى الى تباين نوع وحجم المواد المنقولة للنهر والمترسبة ايضاً، وادت هذه الرواسب المتعاقبة الى نمو وبناء السهل الفيضي، وكذلك فان النباتات المائية يعد مصائداً للرواسب النهرية اذ يقوم بعرقلة حركة المياه وتراكم الرواسب الناعمة، وللعوامل البشرية اثر واضح في التأثير على هيدرولوجية وديناميكية المياه في المجرى اذ ظهرت لها انعكاسات على نشاط العمليات الجيومورفولوجية فإنشاء السدود كان لها دور كبير في التحكم بالنظام الهيدرولوجي المتمثل بالكمية المائية والتصريف وهذا ينعكس على النشاط التعروي والارسابي، وكذلك الجسور ذات الركائز الكونكريتية تقوم بعرقلة حركة المياه وتشغل مساحات كبيرة من المجرى وبالتالي لها دور كبير في نشاط عملية الارساب، وقنوات الري وحركة الزوارق لها دور مشابه في نشاط الارساب المائي، وعلى أساس هذه العوامل ومدى تفاعلها مع بعض تحددت الاشكال الارسابية التي كونها مجرى النهر ولكل من هذه المظاهر خصائصها التي تميزها عن بقية المظاهر الأخرى.


Comments are disabled.