نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التتابع المناخي وأثره في تشكيل مظاهر سطح الارض في السهل الفيضي العراقي ) للطالبة همسة جمال سويدان في كليتنا قسم الجغرافية تخصص (طبيعية) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور يوسف محمد علي وعضوية كل من الاستاذ الدكتورة زينب وناس خضير والاستاذ الدكتور حسين عذاب خليف والاستاذ المساعد الدكتورة جوان سمين احمد والاستاذ المساعد الدكتورة نبراس عباس ياس وبأشراف الأستاذ الدكتور صباح عبود عاتي وذلك يوم الاثنين الموافق 19 / 3/ 2018 على قاعة (أ.د. خطاب العاني) .
يعد موضوع العلاقة بين عناصر المناخ واشكال سطح الأرض من المواضيع الحديثة في الدراسات الجيومورفية الاكثر أرتباطا بالجغرافيا.
تناول الباحث في الدراسة الحالية هذا الموضوع (الجيومورفولوجيا المناخية النشأة) المرتبط بفلسفة المدرسة الألمانية وهو الذي يعطي لعامل الزمن أهمية كبيرة في تحليل المظاهر الأرضية, والذي يعني دراسة الأشكال المتتابعة ضمن ﺇطار شكل أرضي واحد ناتجة عن تأثير المناخ القديم والحالي الأمر الذي أدى الى تكوين أشكال أرضية منطبعة بعضها فوق البعض الأخر وهذا ما دعا إلى اعتماد التحليل التاريخي للاشكال الأرضية في السهل الفيضي العراقي من خلال دراسة الظروف المناخية المتباينة والمتعاقبة التي مرت بها المنطقة وما نتج عنها من تباين في نوع وشدة العمليات الجيومورفية الذي ﺇنعكس على تنوع المظاهر الأرضية فيها، خاصة بعد أن أصبحت فكرة تغير الخصائص المناخية للمنطقة عبر تاريخها الزمني حقيقة مدركة وواضحة, لذلك استهدفت الدراسة أيجاد درجة الارتباط بين الاشكال الأرضية وخصائص المناخ القديم والحالي في منطقة الدراسة.
بالرغم من ان اللاندسكيب الطبيعي في منطقة الدراسة يعد نتاج لتأثير كل من المناخ القديم والحالي والذي يعرف بمبدأ التتابع المناخي(Succession), إلا ان المناخ القديم لمنطقة الدراسة خاصة خلال عصر البلايوستوسين كان له الدور الواضح في رسم صورة هذا اللاندسكيب الطبيعي مقارنة بتأثير المناخ الحالي وهذا مايتماشى مع الحقيقة الجيومورفية التي أكدت على أن معظم ظاهرات سطح الأرض ترجع في نشأتها الى عصر البلايوستوسين.
توصلت الدراسة إلى حقيقة مهمة وهي إن معظم الاشكال الأرضية في منطقة الدراسة ترتبط في نشأتها بظروف مناخية قديمة كانت سائدة في المنطقة وهذا ما يتفق مع الحقائق الرئيسة في الدراسات الجيومورفية التي أبرزت العلاقة بين الزمن والعملية الجيومورفية المرتبطة بنوع معين من المناخ والشكل الأرضي بالإضافة إلى عوامل بنيوية أخرى تمثلها طباقية منطقة الدراسة التي فرضت واقعا جيولوجيا كان نتاجا للأحداث الجيولوجية خلال العصور الجيولوجية الثالث والرابع والحديث .
وقد وضح الباحث جميع هذه الاشكال الأرضية من خلال التوزيع الجغرافي للوحدات الجيومورفية الرئيسة والتي أنطوت تحتها وحدات جيومورفية ثانوية تبلغ عددها سبع وحدات جيومورفية رئيسة وتم ابرازها بوضوح في الخريطة الجيومورفية لمنطقة الدراسة.