نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي وعلاقتهما بنسق المعتقدات لدى التدريسين في الجامعة) للطالب قيس سلمان رجا في كليتنا قسم العلوم التربوية والنفسية تخصص (علم النفس التربوي) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور حسن علي سيد وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور إبراهيم مرتضى الاعرجي والاستاذ المساعد الدكتورعدنان مارد جبر والاستاذ المساعد الدكتورة نهلة نجم الدين مختار والاستاذ المساعد الدكتورة سهاد علي شهيد وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور سعد سابط جابر وذلك يوم الثلاثاء الموافق  28 / 3/ 2018 على قاعة (أ.د. عبد العزيز البسام) .

وتاتي اهمية الدراسة الحالية على انها محاولة لدراسة انساق المعتقدات بشكل عام من اصولها باعتبار ان المؤسسة الجامعية تحوي على طبقات وافراد متباينين في المعتقدات وتضيف هذه الدراسة خبرة للقيادات التعليمية من خلال عنصر الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي للتعامل مع هذه الطبيعة المعقدة من المعتقدات .  

يستهدف البحث الحالي التعرف على :

1-الذكاء المنظومي لدى تدريسيي الجامعة.

2- الوعي الانفعالي لدى تدريسي الجامعة.

3- نسق المعتقدات لدى تدريسي الجامعة.

4- العلاقة ذات الدلالة الاحصائية بين الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي لدى التدريسيين في الجامعة.

5- الفروق ذات الدلالة الاحصائية بين الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي لدى تدريسي الجامعة تبعا لمتغير الجنس (ذكور- اناث ) والتخصص( انساني- علمي) .

6- العلاقة ذات الدلالة الاحصائية بين الذكاء المنظومي ونسق المعتقدات  لدى التدريسيين في الجامعة.

7- الفروق ذات الدلالة الاحصائية بين الذكاء المنظومي ونسق المعتقدات  لدى تدريسي الجامعة تبعا لمتغير الجنس(ذكور- اناث ) والتخصص( انساني- علمي). .

8- العلاقة ذات الدلالة الاحصائية بين الوعي الانفعالي  ونسق المعتقدات لدى التدريسين  في الجامعة.

9- الفروق ذات الدلالة الاحصائية بين الوعي الانفعالي  ونسق المعتقدات لدى التدريسيين في الجامعة تبعا لمتغير الجنس (ذكور- اناث )والتخصص( انساني- علمي)..

10- مدى اسهام كل من الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي في نسق المعتقدات لدى التدريسيين في الجامعة.

استعرض الباحث في الفصل الثاني متغيرات الدراسة بالتنظير الذي يسمح به مقام الدراسة فذكر الادبيات النظرية المتعلقة بالذكاء المنظومي والوعي الانفعالي ونسق المعتقدات . وبعد الاطلاع الى الأدبيات المعلقة بالمتغيرات الثلاثة واضافة الى اطلاع الباحث على الدراسات السابقة المتعلقة بمتغيرات الدراسة تبنى الباحث انموذج جونز وكورنر في الذكاء المنظومي وانموذج جولمان في الوعي الانفعالي ونظرية غوستاف  لوبون في المعتقدات .

وتحقيقا لاهداف الدراسة قام الباحث , ببناء مقياس مراحل الذكاء المنظومي وبناء مقياس الوعي الانفعالي بناء مقياس المعتقدات , وتم تطبيق الدراسة على عينة من التدريسيين من جامعة بغداد عددهم (400) تدريسي, وبعد اجراء الخطورات اللازمة احصائيا .

يتضح من خلال النتائج التي عُرضت سابقاً ؛ إن التدريسيين في  الجامعة لديهم ذكاء منظومي حيث إن متوسط درجاتهم أعلى من المتوسط الفرضي ، الأمر الذي يمكن تفسيره في كون العينة تتمتع بشخصية مهيئة لتقديم حلول منظومية ، وأنهم يعون بكل التعقيدات التي يمر بها المجتمع بعد التحولات ولديهم القدرة على فهم خبراتهم الداخلية وربطها بالإنتاج الإبداعي في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها البلد.

إن التدريسين في  الجامعة لديهم وعي انفعالي والذين يتسمون عادةً بجملة من الصفات والخصائص التعاطف والاهتمام بمشاعرهم ومشاعر الاخرين ومنها الاستجابة لنقد الآخرين والحذر عند الإقدام على مهمة ما، الأمر الذي يمكن تفسيره بأن البيئة قد تؤثر في الأفراد في الميل إلى أسلوب دون آخر. حيث إن هناك بيئات تركز على السير وفق نظام دقيق وفرض قوانين يجاريها الجميع..

إن التدريسيين الجامعة  عندهم انخفاظ في نسق المعتقدات وهذا يعني ان هنالك عوامل اخرى تسهم في معتقداتهم غير البيئة والعرق والعدوى النفسية وممكن ان يكون الجانب الشخصي العقلاني .

  بالنسبة للعلاقة بين الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي فقد اظهرت النتائج وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين المتغيرين  وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه العديد من الدراسات والبحوث العلمية , فقد اشار كل من هاملون وسارينن الى الذكاء المنظومي يمثل امتداد للذكاء الوجداني والوعي الانفعالي يمثل مكون من مكونات الذكاء الانفعالي .

بالنسبة للعلاقة بين الذكاء المنظومي ونسق المعتقدات لدى التدريسيين في الجامعة فقد اظهرت النتائج عدم وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين المتغيرين وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه العديد من الدراسات والبحوث العلمية , ذلك لان مكونات الذكاء المنظومي تختلف عن مكونات نسق المعتقدات اذ يشير لوبون الى اهمية العرق والبيئة والعدوى النفسية في تكون المعتقدات وهي مؤشرات اجتماعية فيما تشير ادبيات الذكاء المنظومي من كونه موهبة فطرية عند الانسان وهي في تطور كما اشار كل من جونز وكورنر .

بالنسبة للعلاقة بين الوعي الانفعالي ونسق المعتقدات لدى التدريسيين في الجامعة فقد اظهرت النتائج وجود علاقة طردية دالة احصائياً بين الوعي الانفعالي ونسق المعتقدات  وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه العديد من الدراسات والبحوث العلمية , اذ اشار غوستاف لوبون الى ان المعتقدات عبارة عن حالات مشاعر وتعتمد على وعي الانسان بذاته اضافة الى ان ادبيات الوعي الانفعالي تشير الى اهمية وهي الانسان بذاته وبالاخرين وهذا الامر يتفق مع توجهات نظرية لوبون التي تعير اهمية للبيئة في تكوين المعتقدات .

وبالنسبة إلى معرفة إسهام المتغيرات المستقلة ، الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي  في تفسير التباين الظاهر في المتغير التابع أو المتنبأ به (نسق المعتقدات). فقد أظهرت نتائج تحليل الانحدار المتعدد وجود علاقة بين المتغير التابع (نسق المعتقدات) من جهة والمتغيرات المستقلة الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي من جهة أخرى، وهذا يدل على ان الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي يؤثران في نسق المعتقدات لدى التدريسيين في الجامعة .

لاتوجد فروق ذات الدلالة الاحصائية بين الذكاء المنظومي والوعي الانفعالي ،تبعا لمتغيري الجنس والتخصص وكذا بين الذكاء المنظومي ونسق المعتقدات وايضا بين الوعي الانفعالي ونسق المعتقدات  وهذا يعني ان الخبرات العلمية للتدريسيين تؤثر اكثر من الجنس والتخصص .

بعد الحصول على النتائج وتفسيرها  وضع الباحث عدة مقترحات:

اقامة برامج ثقافية تعتمد على ادبيات الذكاء المنظومي بما تمثله من بث الروح الايجابية عند الفرد  ، اقامة دراسة اخرى تعتمد على ادبيات الذكاء المنظومي على عينات اخرى من القيادات التعليمية وغيرها من قيادات الدولة لمراقبة الوعي المنظومي للقادة في البلد ، التواصل مع منظري الذكاء المنظومي لان المتغير بحسب مايذكرون لحد الان لم يشبع تنظريا ولاقياسا الامر الذي الذي يؤدي الى التواصل المعرفي مع الدراسات المعاصرة ، التركيز على الوعي الانفعالي وتعميق الروح العاطفية في التعاملات في شتى مرافق الدولة ، اشباع البحث في سيكلوجية المعتقدات لان هذا المتغير لم يشبع تنظيرا في الادبيات النفسية والذي مثل عائقا واضح في الدراسة عند التنظير للمعتقدات ، السعي بالقدر المتيقن للتوصل الى النظريات من منظريها مباشرة بدون واسطة خصوصا النظريات الحديثة مما يسهم في السيطرة العلمية على ادبيات المتغيرات.


Comments are disabled.