نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بـــ ((المهدي الموعود في ضوء القرآن الكريم وسفر اشعياء ) للطالبة ندى سهيل عبد محمد في كليتنا قسم علوم القرآن تخصص (علوم القرآن ) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور عامر عمران علوان وعضوية كل من الاستاذ الدكتور رعد حميد توفيق والاستاذ المساعد الدكتور وليد عبد الجبار احمد والاستاذ المساعد الدكتورة نضال حنش شبار والاستاذ المساعد الدكتورة مياس ضياء باقر وبأشراف الأستاذ الدكتورة سلامة حسين كاظم  وذلك يوم الاحد الموافق  15 / 4/ 2018 على قاعة (الدراسات العليا ) .  

تتناول هذه الدراسة قضية المهدي الموعود (المخلص العالمي) تلك القضية التي تجسد حقيقة الصراع بين الحق والباطل ،والتي أرادها الله أن تكون حاسمة في إنهاء الباطل والقضاء عليه والى الأبد لتُملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا كما وُعدنا بذلك .

وهذه الفكرة هي في الواقع فكرة ضاربة في القدم عرفها الفكر الإنساني ودعت إليها العديد من الأديان السماوية والوضعية بل حتى المعتقدات الفلسفية ،ذلك أن الخلاص أمر شغل فكر الإنسان وما انفك يبحث عن مخلص سواء تمثل هذا المخلص بإنسان،  أو إله ،أو فكرة تقوم مقامه ،إذن فالفكرة ليست حكرا على الإسلام فقط ،إذ أنها تنبع أساسا من الفطرة الإنسانية التي تتطلع باستمرار إلى الكمال بأشمل صوره ،ولعل هذه النقطة بالذات هي ما تجعل منها أكثر واقعية فنحن نعلم أن الفطرة الإنسانية لا تطلب شيئا غير موجود ،ومن هنا فقد بشرت جميع الأديان وعلى لسان أنبيائهم (ع) بأن للإنسانية يوما موعودا تتشرف فيه الأرض ،وتتوج بالخلافة الإلهية للمخلص الموعود ،وقد تم تناول هذه القضية المباركة في ضوء القران الكريم وسفر أشعياء .

وقد وقع الاختيار على هذه السفر النبوي بالذات لكونه سفر مسياني بحت ،ولأنه جاء موافق للمضامين التي يستخدمها التراث الإسلامي .

وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يعالج قضية محورية شغلت الفكر الإنساني بجميع معتقداته ،وخصوصا في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العالم اجمع ،إذ تعد من أهم القضايا المستقبلية التي تتطلع لها البشرية بعد أن أثبتت جميع الأطروحات التي ركزت الأنظار وعلقت الآمال على الجوانب المادية فشلها وعجزها عن إيصال المجتمع البشري إلى السلام الحقيقي والسعادة والرفاه والنعيم الأبدي ،وهنا يبرز دور الأطروحة المهدوية الإلهية القائمة على أساس الاشتراك الفكري والإيماني بين الشعوب والأفراد تحت راية المهدي الموعود (u) وفي ظل حكومته المباركة التي سوف تحقق جميع التطلعات والآمال ،وعليه فان أهميها تنبع من كونها قضية إنسانية ،عالمية ،مصيرية ،إيمانية ،عقائدية ،هذا فضلا عن الحتمية التي أكسبتها نورا إلهيا . 

وقد اعتمدت الدراسة على منهجية علمية تطلب فيها استخدام عدة مناهج لغرض التكامل المنهجي ،ولا ضير في ذلك نظرا لتنوع الموضوعات المطروقة ،وهذه المناهج هي :المنهج التاريخي ،والمنهج الوصفي التحليلي ،والمنهج المقارن .

هذا واشتملت الأطروحة على مقدمة وخمسة فصول أساسية وخاتمة يتبعها ثبت بأسماء المصادر والمراجع التي عادت إليها  :

الفصل الأول :المهدي الموعود في الأديان والمعتقدات عبر تعاقب الأزمان :وفيه استعراض لعقيدة المخلص العالمي الموعود في الأديان السماوية والمعتقدات الوضعية والفلسفية ،وهو في مبحثين .

الفصل الثاني :القرآن الكريم وسفر إشعياء :وفيه تعريف بكل من القران الكريم وسفر إشعياء تم عبر مبحثين .

الفصل الثالث :الشخصية الموعودة في القران والسفر :وفيه كشف لأهم معالم شخصية المهدي الموعود(u) المتفق عيها في القران والسفر وهو في مبحثين .

الفصل الرابع :بوادر خروج المنقذ في القران والسفر :تحدث هذا الفصل عن مقدمات وعلامات الظهور المقدس لولي الله الأعظم (u) وقد تناولها في مبحثين .

الفصل الخامس :حتمية الوعد الإلهي في القران والسفر :توج هذا الفصل بذكر أسباب وموجبات حتمية الظهور المقدس للمهدي الموعود (u) عبر مبحثين .

واختتمت الدراسة بحمد لله بخاتمة تبين أهم النتائج التي توصل إليها البحث والتي كان من أهمها :

ثبوت عقيدة المهدي الموعود في كل الديانات (السماوية والوضعية)، ولا يمكن لأي إيديولوجيا مهما كان موقفها من الغيبيات أن تتنكر لفكرة الخلاص ،فجميعها تلتقي من حيث مضمون الاعتقاد بانتظار مخلص أو مصلح أو منقذ يخلص البشرية من الظلم والاضطهاد ،ويقودها إلى حيث الحرية والعدالة والرخاء ،وأن اختلفت أسباب هذا الاعتقاد.

إن العقيدة المهدوية هي عقيدة إسلامية أصيله ،وهي موضع اتفاق بين اغلب المذاهب والفرق الإسلامية، وذلك لأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أوردت نبأ المهدي الموعود (u) وانتظار الفرج في ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا، وردت عند كل من أئمة وعلماء السنة والشيعة  .

اتضح مدى التوافق بين القران الكريم وسفر إشعياء حول شخصية المهدي الموعود (u) ،وانطباقها على المهدي الأمامي دون غيره ،كما وثبت لدينا أن كل من القران الكريم وسفر إشعياء قد كمل بعضهما الأخر في بيان علامات الظهور المقدس لصاحب الأمر وبالتالي رسما صورة رائعة لجميع العلائم التي بينها التراث الإسلامي ،كما وكان بينهما تقارب عجيب في بيان حتمية الوعد الإلهي بالظهور المقدس ،وبالتالي بينا وجوب الإيمان بهذه العقيدة العظيمة التي أثبتت عالميتها بلا منازع .  


Comments are disabled.