نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـــ (الاحوال الاجتماعية في بلاد اليونان “اثينا انموذجاً”) للطالب علاء نعيم وايل في كليتنا قسم التاريخ تخصص (قديم) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور انمار عبد الجبار جاسم وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور مزهر محسن فرحان والاستاذ المساعد الدكتور علي حسن اللامي  وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور صباح جاسم حمادي  وذلك يوم  الثلاثاء  الموافق  17 / 4/ 2018 على قاعة (أ.د.جواد علي) .

تركزت الرؤية المقترحة في دراسة تطور الحياة الاجتماعية في أثينا دراسة تاريخية تحليلية للحياة الاجتماعية التي بدأت منذ تكوين المدينة وحتى القرن الرابع قبل الميلاد من خلال الالمام بكافة المؤثرات الفاعلة في تطور اشكال الحياة الاجتماعية لمدينة أثينا كالطبيعة والجغرافية والعوامل الاجتماعية والنزاعات بين الأحزاب السياسية التي تكونت منها المدينة وأثر تلك النزاعات على تطور المدينة سياسيا وأجتماعيا بدءا من النظام الملكي ثم الارستقراطي ثم الاوليجاركي وحكم الطغاة وصولا الى نظام الحكم الديمقراطي وكذلك الصراعات التي شهدتها تلك الأنظمة ،وتفوق بعضها في مرحلة أولى ثم حدوث نزاعات بين الطبقات في مرحلة ثالثة.

ومن الجدير بالذكر  أن المجتمع الاثيني القديم لم يكن مجتمعاً مغلقاً تنحصر قيمتة الحضارية أساساً فى المنطقة التى قام بها على قسم من الشاطىء الشمالى للبحر المتوسط بحيث لا تتعدى هذه المنطقة لتتأثر بغيرها أو تؤثر فى غيرها إلا بشكل عابر أو جانبى , وإنما كان هذا المجتمع منفتحاً على غيرة من المجتمعات التى سبقته إلى إزدهار النشاط الحضارى والتى ظهرت فى منطقة الشرق الأدنى فى مصر وسورية وبلاد الرافدين (العراق القديم) وفى منطقة آسية الصغرى (تركيا) الحالية ولا شك ان النظام الأجتماعى فى اثينا كان مبنياً على نظام الأسرات ولم تكن الآسرة فى نظر الاغريق مجموع الأب والأم والولاد فقط , بل كانت تشمل فى عرفهم أولاد الأخ وأحفاده والأعمام والأخوال وأولادهم , بحيث كان الجميع تحت كنف رئيس واحد هو الوارث لاسم الجد الآول المنتسبة إليه الاسرة كلها , وقد وسعت الأسرة بعد هؤلاء العبيد المعتوقين الذين لا ينتسبون إلى أسرة خاصة ويعبدون من تعبد مواليهم , ولقد كانت سلطة الرئيس مطلقة على جميع أعضاء أسرته مهما كبرت سن الواحد منهم أو علا مقامه , ومع هذا الإطلاق فى  السلطة كان ذلك الرئيس محترماً مبجلاً مطاعاً لاعتقادهم أنه الحريص على مصالح الأسرة المحافظ على كيانها من التفكك والانهيار .

اما من الناحية الأدبية والمعرفية التي تميزت بها أثينا والنواحي الطبقية التي تكون منها المجتمع الاثيني الغير مسبوقة فى شتى مناحى العلوم والمعارف والتى قدمتها بلاد اليونان القديمة بصفة عامة واُثينا بصفة خاصة للبشرية , إلا ان المشهد كان مختلفاً تماماً بالنسبة للحياة الإجتماعية فقد كان المجتمع الاثينى مجتمعا طبقياً بحتا , كانت الكلمة العليا فيه للأحرار , اما العبيد فلم يكن وجودهم الا لخدمة ساداتهم , اما الاجانب فلم ينظر لهم حتى المشرع الاثينى وكانوا خارج حساباته على الرغم من ظهور بعض المشرعين أمثال صولون وبستراتوس الذين وان لم يكونوا بالنستوى المطموح له من قبل الطبقات الكادحة الا انهم وظعوا بعض القرارات التي تظمن لهم حرية العيش داخل المجتمع ومثال على ذلك الغاء صولون للديون وتحرير المدانين من العبودية الطبقية.

   وكذلك نجد ان النظم والقوانين السياسية لم تساوى بين الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع اليوناني بأكمله، ويتضح ذلك فى ”أثينا” فنجد ديمقراطية سياسية فقط، وليست اجتماعية ( أى لم تطبق على المجتمع فعلياً فهي أفكار وليست واقع عملي ملموس) فالفترة الآرخايكية هى فترة الثورة المجتمعية الذهبية في ”آثينا للحصول على الحقوق للأحرار الذين تعرضوا للرق بسبب الدين.

اما التربية والتعليم في أثينا فالمقولة التي يذكرها المربون في ان التعليم انما هي نشأت التربية وبالتالي مرتبطة بنشأة الحياة والمقصود هنا بالحياة هي بطبيعة الحال الحياة البشرية الخاصة وبذلك نستطيع ان نقول بأنه ما من مجتمع الا وقد تربية منذ سنوات تكوين هذا المجتمع واحتلاله موقفا على خريطة النشاط البشري لذلك كانت التربية عند اليونانيين عامة واثينا خاصة ليست مجرد مرحلة تاريخية تماثل ما شهدته مجتمعات أخرى بل كانت علامة حضارية ضخمة على طريق التقدم والتطور فهي فارقة بالنسبة لما قبلها وموجهة ومؤثرة بالنسبة لما بعدها ،لذلك أصبحت التربية والتعليم والمفاهيم الاجتماعية الأخرى من علوم ومعارف اشتهرت بها أثينا كانت لها مواقف فكرية وتصورية نحو الابداع والتقدم في كافة المجالات الاجتماعية وان اهم المميزات التي فظلت فلاسفة الاغريق عن الاخرين انهم جعلوا هذه التصورات موضع تأمل وتفكير وموضع بحث ومناقشة.


Comments are disabled.