نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـ (تجار التمور العراقية 1939 – 1958) للطالبة بسمة طه ياسين في كليتنا قسم التاريخ  تخصص (حديث) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور عفراء عطا عبد الكريم وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور كريم مراد عاتي والاستاذ المساعد الدكتور عبد الجليل مزعل بنيان وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور الاء حمزة شناوة وذلك يوم الاربعاء  الموافق  18 / 4/ 2018 على قاعة (أ.د. جواد علي) .

ضمت الدراسة مقدمة وأربعة فصول وخاتمة تناول الفصل الأول تجارة التمور العراقية أواخر العهد العثماني حتى عام 1939، تخلل بين طياته الجذور التاريخية والجغرافية لنخلة التمر في العراق وأهميتها وتقديسها، وأهم أنواع التمر التجارية، فضلاً عن أهمية تجارة التمور العراقية أواخر العهد العثماني حتى الحرب العالمية الأولى 1914- 1918, والاحتلال البريطاني ومن ثم الحكم الوطني وتأثير كل ذلك على مجريات التجارة بشكل عام وتجارة التمور بشكل خاص.

أما الفصل الثاني كان عنوانه جمعية التمور العامة واحتكار التمر العراقي 1939- 1958 الذي تناول مرحلة مفصلية في تاريخ تجارة التمور العراقية ألا وهو تشكيل جمعية التمور العامة بموجب قانون خاص، وتولي هذه الجمعية شؤون التمور العراقية وكل ما يتصل بها وأهم عمل قامت به هو منحها احتكار التمر العراقي الذي كان على مرحلتين الأولى مرحلة الاحتكار الأجنبي والثانية مرحلة الاحتكار الوطني المحلي، وحاولت الدراسة  تبيان سلبيات وإيجابيات كل احتكار والمقارنة بينهما وأهمية كل ذلك في تطور أو تراجع تجارة التمور العراقية خلال الحقبة موضوع البحث.

وتطرق الفصل الثالث الذي كان عنوانه تجارة التمور العراقية مع أهم الدول المستوردة للتمور خلال المدة 1939- 1958، موضحاً أهم الدول المستوردة للتمـر العراقي وكمياته كل عام والعراقيل والقيود التي كانت تنشأ في بعض الأعوام وتؤدي إلى تذبذب كمياته. أما الفصل الرابع الذي حمل عنوان صناعات التمور وتطورها 1939-  1958 ضمَّ خلاله أهم صناعات التمور كصناعة الكبس وحشو التمر وتغليفه وطرائق تعبئته وأمكانها وأحوال العمال المشتغلين فيها. وما لها من أثر في رواج وتشجيع تجارة التمور العراقية وتطورها. ضم الفصل كذلك أهم الصناعات المشتقة من التمور كالدبس والكحول والعلف الحيواني, وغيرها من الصناعات التي انشئت خلال المدة موضوع البحث ثم ثبت في الخاتمة أهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة.                        

واجهت الدراسة العديد من الصعوبات شأنها شأن الدراسات الباقية, وكان في مقدمتها قلة المصادر التي تتناول الموضوع, وكذلك اللجوء الى أكثر من إتجاه في جمع المصادر والوثائق, لأنها تطلبت دراسات في كثير من الجوانب التاريخية والجغرافية والاقتصادية والسياسية, استوجبت التطرق لها لارتباطها بها.

اعتمدت الرسالة على مصادر متعددة ومتنوعة تأتي في طليعتها الوثائق العراقية غير المنشورة المحفوظة في دار الكتب والوثائق, وهي ملفات البلاط الملكي وملفات وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمواصلات وغيرها من الوزارات, التي من خلالها استطعنا توثيق عملنا وتأكيد ما ذهبنا اليه, واستعملت في أغلب الفصول, لكنها تركزت في الفصلين الثاني والثالث وعززتهما، فضلاً عن الوثائق المنشورة وفي مقدمتها مجموعة القوانين والأنظمة السنوية الصادرة عن وزارة العدلية التي كانت خير ملازم لاغلب الفصول من خلال عرض القوانين والانظمة الصادرة لحماية تجارة التمور العراقية والعناية بها، وتخللت فصول الرسالة الاربعة, فضلاً عن منشورات وزارة الاقتصاد من المجموعات الاحصائية السنوية التي ضمت أهم صادرات التمور خلال مدة البحث وأهم الدول المستوردة لها وكميات الاستيراد، التي تركزت في الفصل الثالث الذي ضم أهم الدول المستوردة للتمر العراقي. واعتمدت الرسالة كذلك على عدد كبير من الكتب, وقد تنوعت حسب حاجة الموضوعات, وفي مقدمتها كتاب “التمور قديماً وحديثاً” لجعفر الخليلي، وكتاب “النخيل والتمور”، لعبد الوهاب الدباغ، وكتاب “نخلة التمر” لعبد الجبار البكر وكتاب “اقتصاديات التمور العراقية” لسعيد عبود السامرائي، فكانت هذه الكتب الاساس في عملنا وخير عون للرسالة وتخللت فصولها جميعها، وكذلك كتاب “سياسة العراق التجارية” لمظفر حسين جميل الذي تناول سياسة العراق التجارية أغلب المدة موضوع البحث, ومؤلفات المؤرخ الكبير عبد الرزاق الحسني التي أمدت الرسالة بأغلبية الجوانب السياسية المرافقة للجوانب الاقتصادية والتجارية لتكتمل الرسالة بشكل مقنع ومرضٍ، وكان للرسائل والاطاريح العلمية مكانة مهمة في الرسالة لما ضمته من معلومات قيمة, ومنها رسالة “تطور تجارة العراق الخارجية1939- 1958” لمحمد عبد العزيز الكعبي التي وضحت العديد من امور التجارة الخارجية خلال الحقبة موضوع البحث ورسالةAL kaddo Badie Jamil  بيداء جميل القدو بعنوان Marketing of Iraqi Dates تسويق التمور العراقية التي اسهمت في تعزيز جوانب الدراسة, وضمت الرسالة في طياتها على العديد من الدراسات, والبحوث التي تناولت بعض جوانبها, واغنت المجلات والصحف العراقية الرسالة بمعلومات لولاها لما اكتملت ولفقدت جزءاً مهماً من المعلومات التي لم تتوافر الا بها وأهم المجلات المستخدمة مجلة غرفة تجارة بغداد التي اسهمت بشكل فاعل في الرسالة وامدتها بالمعلومات والتقارير الصادرة عن جمعية التمور العامة التي كانت تنشر خلالها, فضلاً عن معلومات عن التجارة بشكل عام, وعدت جزءاً لا يتجزأ من الموضوع , ومجلة الشؤون الزراعية والاقتصادية التي أولت موضوع التمور ومشاكلها عناية خاصة, أما الصحافة فكان لجريدتي الزمان, والبلاد الدور الأكبر في رفد الرسالة بالمعلومات خلال الحقبة موضوع البحث فضلاً عن صحف ومجلات أخرى.


 

Comments are disabled.