نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الملفوظات الحجاجية في آيات الترغيب والترهيب) للطالبة رائدة كاظم فياض في كليتنا قسم اللغة العربية تخصص (اللغة) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور علاوي سادر جازع وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور حسن جعفر صادق والاستاذ المساعد الدكتور عمار نعمة نغيمش والاستاذ المساعد الدكتور خالد خليل هادي والاستاذ المساعد الدكتور محمد نوري محمد وبأشراف الأستاذ الدكتور مشتاق عباس معن وذلك يوم الاربعاء   الموافق  2 / 5/ 2018 على قاعة (أ.د. هاشم طه شلاش) .

وحاولت الباحثة أن تنظر في البحث إلى خطوات المنهج من زوايا مغايرة بعض الشيء لما شاع في الدراسات الأكاديمية . ففي التمهيد الذي جاء بعنوان (الملفوظ وحجاجية الترغيب والترهيب في الخطاب القرآنيّ) حاولت أن تكشف عن مرجعيات الحجاج اللسانيّ المعرفية عن طريق توضيح اعتماده في تأسيس وحداته التحليليّة على “التلفّظ” و”الملفوظ” بحسبان اقترانه بمصدر التواصل العادي ، وهو الكلام ، الذي يعدّ سيد الاستعمال اللغويّ ، ووضحت كذلك طبيعة أسلوب “الترغيب والترهيب” الحجاجية ؛ ليكون مسوِّغًا لتحليله في هدْي الحجاج اللسانيّ.

أما في الفصل الأول الذي كان عنوانه (الملفوظ المحوري وحجاجية الأفعال التخاطبية) فحاولت أن تقدم الباحثة التحليل من وجهة نظر “الأفعال الكلامية” بطريقة مغايرة عن طريق افتراض “ملفوظ محوري” يتحكّم بتوجيه المحتوى القضوي الذي تتضمنه المتواليات التخاطبية في التواصل ، هذا من وجه ، ومن وجه آخر استبدلت الباحثة بمصطلح “الأفعال الكلامية” مصطلح “الأفعال التخاطبية” لأمرين :

الأول منهما : اقتران المصطلح الأول بطروحات أوستن وسيرل ، ويستبطنان ثلاثية التصنيف “الفعل القولي ، والإنجازي ، والتأثيري” في حين أضاف ديكرو وأنسكومبر فعلين آخرين للكشف عن الاستعمال اللغوي الموجِّه ، وهما “فعل الحجاج” و “فعل الاقتضاء” ، فكان التغيير تلميحًا لشمول الفعلين المضافين.

وآخرهما : أنّ البُعد التداوليّ الذي اشتغل عليه ديكرو وزميله ليس تداوليًا محضًا ، بل أضيف عليه البُعد الحجاجي ؛ ليكون كاشفًا عن البُعد التوجيهي للغة لا إبلاغيتها فحسب ، فضلًا عن استناده إلى التيار الملفوظيّ في مسيرة فلسفة اللغة ، ممّا اقتضى أن نحيل على هذه التحوّلات المفصلية في التفكير والتحليل في المصطلح ؛ كونها مفاتيح العلوم.

وقد تضمّن هذا الفصل مبحثين ، انشغل كل واحد منهما بطرف من طرفي أسلوب “الترغيب والترهيب” ، فكان المحث الأول بعنوان (الملفوظ المحوري في أفعال “المتوالية الترغيبية” التخاطبية) ، أما المبحث الثاني فكان بعنوان (الملفوظ المحوري في أفعال “المتوالية الترهيبية” التخاطبية).

وتخصّص الفصل الثاني بمقولة “السُّلَّم الحجاجيّ” ولكن بإجرائه بنحو منهجي مختلف؛ إذ حاولت أن أغادر طريقة التحليل المعتادة في الدراسات الأكاديمية، وأواكب التحوّلات التي حدثت في تفكير ديكرو المنهجي ؛ إذ قدّم في العقدين الأخيرين مقولة “الموضع” التحليلية وجعلها مقدّمة مهمة لفهم مقولة “السُّلَّم الحجاجيّ” وتسويغ العمل بها ؛ بوصفها مبادئ مشتركة ترتقي لقيمة القانون في ثقافة الجماعات اللغوية؛ لما تملكه من سلطة توجيهية تأثيرية ، واستنادًا إلى هذا التحوّل في الفكر المنهجي لديكرو، عملت على تنظيم الخطوات الإجرائية للكشف عن “السُّلَّم الحجاجيّ” عن طريق هذه المقولة ، فكان الفصل معنونًا – بحسبان ما ذكرت – بـ (حجاجية الموضع وسُلَّمية المتوالية القرآنيّة)، وتقاسم أسلوبا “الترغيب والترهيب” مكونات هذا الفصل، فكان المبحث الأول بعنوان (حجاجية الموضع في سُلَّميّة المتوالية الترغيبية القرآنيّة:)، أما المبحث الثاني فكان عنوانه (حجاجية الموضع في سُلَّميّة المتوالية الترهيبية القرآنيّة).

وحاولت الباحث كذلك أن تقدم مقولة “الروابط والعوامل الحجاجية” تقديمًا إجرائيًا مغايرًا ، بربطه بـ “فعل الاقتضاء” الذي طرحه صاحب المنهج “ديكرو” ؛ ليكون عنوان الفصل (الاقتضاء ووظيفة المحاجّة بالروابط والعوامل في المتوالية القرآنية) ، وسار المبحثان اللذان تكوّن بهما هذا الفصل على هذه النظرة الإجرائية ، فجاء عنوان المبحث الأول (الاقتضاء ومحاجّة الروابط والعوامل في المتوالية الترغيبية القرآنية) خصّ الأول منهما: (الروابط الحجاجية وتوجيه الخطاب في المتوالية الترغيبية)، أما الثاني فخصّ (العوامل الحجاجية وصرفة الخطاب في المتوالية الترغيبية)؛ ليكون هذا التقسيم معيناً على كشف الوظيفة الرئيسة لكل مكوّن لغوي في بنائية الخطاب القرآنيّ، ( وكذا عنوان المبحث الثاني بـ (الاقتضاء ومحاجّة الروابط والعوامل في المتوالية الترهيبية القرآنية) الذي شابه المبحث السابق في تقسيمه الثنائي المعتمد على مكوّنَيْ بنائية الخطاب الرئيسين.


Comments are disabled.