الأنا والآخر في شعر علي بن المقرّب العيوني (ت 630هـ) – مناقشة علمية
نوقشت رسالة الماجستير للطالب (عدنان عمران شكر ) من قسم اللغة العربية والموسومة (الأنا والآخر في شعر علي بن المقرّب العيوني (ت 630هـ) ) حيث تسعى الدراسة إلى التغلغل في عمق القصائد الشعرية للشاعر علي بن المقرّب العيوني (ت630هـ)، بوصفها نصوصاً أدبيةً وثقافية وفكرية يشهد لها نقّاد الشعر العربي القدماء منهم والمحدثين، فضلاً عن كونها سجلاً تأريخياً وجغرافياً لشرقي الجزيرة العربية، وأخص مملكة البحرين وما جاورها من البلدان العربية التي زارها ابن المقرب عند تنقلاته بين هذه البلدان ومنها : (العراق، واليمن، وعُمان) في أوج اضطرابات الدولة العباسية. وما دعا إلى اختيار هذا الموضوع هي الاستاذة المشرفة الدكتورة زهرة خضير عباس؛ لأهمية مصطلح الأنا والآخر في النقد الأدبي الحديث، والدراسات الأدبية الحديثة؛ للكشف عن الكثير من الجوانب التي لا تستطيع كشفها الكثير من الدراسات التي تهتم بالنص الأدبي دراسةً وتحليلاً، وتوصل البحث إلى جملة من النتائج بدءاً من شعره وانتهاءً بالأنا وعلاقته مع الآخر، وكانت نتائجه كالآتي : ان ابن المقرب كان شاعراً فذّاً، قوي العزيمة، شجاعاً في رأيه عن الآخر لذلك تميز شعره بجودة معانيها، وجزالة أسلوبها، وروعة جرسها في نفس المتلقي (الآخر). اضافة الى كتب ابن المقرب في اغلب الاغراض الشعرية (كالمدح)، الذي كان له الصدارة بين اغراض الديوان، فقد بلغ نحو (67) قصيدة من مجموع قصائده، أي ما يقارب (60%) منها فضلاً عن ما كتبه في العتاب، والهجاء، والرثاء، والشكوى، والحماسة، وقليل من الغزل؛ لأنَّ علاقاته النسائية كانت قليلة جداً، ولذلك جاءت قصائد الغزل عنده ضعيفة الإحساس. وايضا كان له بعض الاقتباسات من القرآن الكريم، فقد استقى اشعاره من هذا النبع العظيم كمصدر لثقافته الأصلية، وشيئاً يسيراً من الحديث النبوي الشريف، أمّا تضمينه للشعراء الذين سبقوه كان حاضراً متمسكاً منه بالتراث العربي الأصيل، كي ينهل حكمته من ينابيعهم ويستقيها من روافدهم، كبشار بن برد، والمتنبي، وابو فراس الحمداني وغيرهم.