نوقشت في كليتنا اطروحة الدكتوراه للطالبة ( نور كريم مطر ) في قسم اللغة العربية والموسومة (أساليب العربيَّة في الدرس اللُّغويّ الحديث المقولات والتمثلات ) اذ جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء باعتماد المنهج الوصفي التحليليّ على الأساليب النحويَّة في محاولات اللُّغويّين واللِّسانيين العرب المحدثين إعادة وصف اللُّغة العربيَّة، بمنظار لسانيّ حديث، مستندين في ذلك إلى أهم أسس المدارس اللِّسانيَّة الغربيَّة. فأتى منهج الدراسة بمقدمة وتمهيد، تعقبهما ثلاثة فصول وخاتمة تتلوها قائمة بالمصادر والمراجع. فأما التمهيد؛ فتتبعتُ فيه رحلة مصطلحي (الخبر والإنشاء) في التراث العربيّ من مفهومهما العامّ إلى مفهومهما الخاصّ، وما تخلل تلك الرِّحلة من مصطلحات لم يكتب لها الاستقرار والشيوع. ويمكن اجال اهم النتائج بالاتي : اتَّضح لنا أنَّ مصطلحي (الخبر والإنشاء) لم يترسخا في الدرس النحويّ والبلاغيّ أوَّل أمرهما بل قطعا مراحل تطويريَّة حتى استقرا على أسس علميَّة دقيقة على يد اللاحقين للسكاكيّ، وايضا أظهر البحث أنَّ مصطلحات الدرس النحويّ والبلاغيّ كانت في تطور مستمر؛ وذلك لعاملين أوَّلهما خارجيّ يتمثل بانفتاح الدرس اللُّغويّ عند العرب على العلوم الأخرى كالفقه وعلم المنطق… وغيرهما، كما و انعكست دعوات الميسرين للنحو بإعادة بنائه وتصنيفه من جديد على دراسة أساليب الخبر والإنشاء، اضافة الى انه كان من مآل إنكار الميسرين لنظريَّة العامل ورفضهم التقدير والتأويل أنَّهم جعلوا جملة الشرط وجوابه جملة واحدة تمثل أسلوبًا لُغويًّا لا تتحقق الفائدة منه إلَّا بجزأيه، وتستحق أن تكون نوعًا من الجمل قائم بذاته إلى جانب الجملة الاسميَّة والفعليَّة.