صدرت عن دار الكتاب للتوزيع والنشر المجموعة القصصية “حكايا سومرية  ” للاستاذ الدكتور علاوي سادر جازع , وقد اثرت المقال الدكتورة زينب ميثم علي من جامعة بغداد بصهيل قلم من ألق لتوجز الحكايا  بترانيم سومرية وهي مجموعة مؤلفة من عشر قصص وهي كالاتي :

(الجادة) التي عرضت مرحلة الحياة الجامعية، وما يتخللها من مخاوف، تحديدًا مكان الدراسة البعيد عن مكان الإقامة، والذي تجلى في القصة بمحافظة أخرى، ليصور لنا القاص البعد المكاني، أما الروحي فهو حاضر باقي ثابت في القلب معلقًا بما يصبو إليه لأول مرة، وما اختاره وحلم به.

بينما عرضت قصة (حمدان) الأوضاع السياسية في العراق، وما رافقها من أعمال تخريبية واعتقالات حالت بين صاحبين حميمين لتغيب أحدهما عن المشهد الدراسي.

أما قصة (الكهل) فقد عرضت مصير رجل مسن أراد استبدال هويته بجديدة لكنها استبدلت بشهادة وفاة من قبل سلطة ظالمة ابتلعت الأخضر واليابس معًا، لتأخذ بطريقها من لا شأن له بالموضوع، سواء من بعيد او قريب.

وفي قصة (المنام) برزت ظاهرة تكميم الأفواه، وضغط السلطة على الشعب حتى بتفكير وحلم وأن بمجرد الخروج، وعدم الإطاعة والشذوذ عن السرب والطريق المرسوم من قبلهم تنتهي الحياة بكل صورها.

وفي قصة (وعاء) نرى جمال الحب العذري الذي يتحول بعد عناء ومشقة إلى رابطة زواج قوية يتكللها ثمرة طيبة ووليد يملئ حياتهم لتتحول بين ليلة وضحاها لكابوس بشع جراء عمل اجرامي حول حياة البطل إلى عدم بفقده ولديه وحبيبته بنفس اليوم ليستمر هذا الفقد عشرة أعوام ينتهي بمقبرة جماعية يتعرف على محبوبته من العباءة السومرية وعلى وليده من سوار كان البسه إياه.

أما في قصة (موقف باص) فتروي آمال شابين بالحب تتحطم برؤية البطل يحمل وردة فظنت الحبيبة بلحظة مباغته إنها دليل خيانة المحبوب العلنية لها لتنهي علاقة بريئة بالدموع دون السماح للحبيب بالتبرير، والدفاع عن نفسه.

وفي قصة (حمزة) يروي بطل القصة حادثة زميل له في الدراسة يتعرض للخطف والتعذيب جراء عقيدته الإيمانية، ويشكو هذا القهر لطبيبه الذي كان زميلاً له في الدراسة ليخبر أهله بدوره بعد استتاره المبهم عنهم ليفاجئ أنهم أعدموه قبل أن يرى ذويه.

أما قصة (وصية شهادة) فهي تحتفي بتصويرها قصة مقاتل يضحي بنفسه، وينال الشهادة لأجل وطنه، ولا يهم سوى والدته التي طالما افتخرت به، وستظل كذلك بعد هذه التضحية.

وفي قصة (هلال) فتقص سيرة الفتى السومري الذي ساهم في تحرير وطنه من براثن الأعداء، لينال شرف الاستشهاد في سبيل الوطن وفي ساحات الحرب، فالقصص تحتفي بالشهداء في الدنيا قبل الآخرة، كما تسلط الضوء على من يضحي من أجل الآخرين، ونصرة الوطن على حسابه الشخصي.

أما القصة الأخيرة في المجموعة (المدرس) فهي قصة اجتماعية بحث تروي أحداث اللقاء بالمدرس بعد مدة ليست بالقصيرة من انتهاء الدراسة، ليجد بطل القصة مدرسة وقدوته يمتهن مهنة بيع الثياب المستعملة، وبسبب المواقف الأبوية والإنسانية للمعلم ظل قابعًا في ذاكره تلميذه ليسلما على بعض بحفاوة كبيرة، فالقصة توضح ان مهنة التعليم لا تقتصر على اعطاء الدروس العلمية فحسب إنما الرعاية الأسرية، والمواقف البشرية التي تصاحبها، والتي تمثلت في الأستاذ المعلم بهذه القصة الإنسانية.

Comments are disabled.