اقام قسم علوم القران الكريم والتربية الاسلامية في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية بجامعة بغداد ورشة بعنوان (مفهوم الدين بين الانحسارية والشمولية ), حاضرت فيها الاستاذ الدكتورة دنيا علوان بدر, وحضرها عدد من أساتذة الكلية وطلبتها.
تناولت الورشة محاور عدة دارت حول عدم التميّز بين مفهوم الدين العام والخاص, ولإزالة اللبسٍ بين التعايش السلمي والتعددية الدينية, وخطورة تضليل الحقائق وتشويه المصطلحات, واقرار الدين الاسلامي بحقوق اهل الكتاب ودعا الى احترامهم, بل خصص فصل عن اهل الذمة, فضلا عن الاشارة الى حقيقة نظريتي الانحسارية الدينية والشمولية.
وهدفت الورشة الى مناقشة التباين في الرؤية القرآنية للتعددية الدينية, وبيان ماهّية النظرية الانحسارية التي تؤمن ان الحق واحد مطلق ينحصر في دين واحد الذي يعد نموذجاَ مثالياّ لبقية الاديان التي لا تمتلك شيئا من الحق بخلاف النظرية الشمولية التي نصت الى تساوي المؤمن واليهودي والمسيحي والبوذي والهندوسي امام الله عز وجل منطلقة من مبدأ الطرق الموصلة الى الخالق بعدد انفاس الخلائق, وهذا ينافي العدل الإلهي الذي ارسل الرسل والانبياء لئلا يكون للناس حجة عن الله تعالى.
وفي ختام الورشة توصلت بدر الى عدة نتائج ومنها يؤسس الدين الاسلامي فلسفة اسلامية متميزة في رؤية العلاقات بين الناس، وهذه العلاقة على اختلاف أديانهم ومذاهبهم واقلياتهم, وعليه انفرد الدين الاسلامي بإقرار فلسفة التعايش السلمي موكداً على عدم الغاء وجود الاخر, وتقبل عقيدته من دون الاقرار بصحتها, وان مباني الانحسارية والشمولية تتعاملا مع التناقضات, فمن المعلوم لا يجتمع نقيضان, وفي الوقت ذاته تبنت الشمولية مبنى اجتماع الحق والباطل في جميع الاديان ومسألة الخلاص متوافرها في جميع الاديان وعليه التعددية التي يقبلها العقل والدين والشريعة, وقد دعا القران الكريم اهل الكتاب الى حياة مسالمة تحت خيمة التوحيد.

