ناقشت كلية التربية ابن رشد للعوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بــ (التقابل الدلالي التشجيريّ في القرآن الكريم) للطالبة (سميحة عودة حسون) من قسم اللغة العربية تخصص (اللغة) بأشراف الأستاذ المساعد الدكتور خالد خليل هويدي في تمام الساعة التاسعة من يوم الأربعاء الموافق 28/12/2016 في قاعة (أ.د هاشم طه شلاش).

ويُعدُّ هذا البحث مُحاولة لدراسة التقابل بتقنية التشجير المُصوّر على ما سيأتي بيانه إن شاء الله.. وتوزّعت الدراسة على ثلاثة فصول. كان الفصل الأول في (التقابل)، و(الدلالة)، و(التشجير)، وفيه جُملة من المفاهيم والمُنطلقات التأسيسية، التي حاولنا فيها بيان المصطلحات المتقدمة، عبر مباحث ثلاثة الأول التقابل، والثاني الدلالة، والثالث التشجير.

وأمّا الفصل الثاني؛ فجاء تِبيانًا لمضامين التقسيم المذكور في التقابل الدلاليّ التشجيري، على مذهب المناطقة، في مبحثين الأول كان في (النَقِيضَين)، والثاني في(الملكة والعدم).

واعتمدت الباحثة في هذا الفصل جدلا طرحته بصيغة تساؤلات؛ لأنّ الجدل، في الغالب ـ مُتوقّع على مذهب المناطقة، لكنّه في هذه الدراسة من نوع آخر له علاقة بالبحث اللغويّ؛ إذ غالبا ما يفرِضُ الواقع اللغوي مفهوما جديدا للتقسيم المنطقي، بسبب تباين أشكال التطبيق والاستعمال، وعلى هذا الأساس تجاوزت الباحثة في عدد من صور التقابل التي رسمتها مبدأ التقابل اللفظي الجامد، وإن كانت قد توخّته من حيث المبدأ في التقسيم العام.

وتجاوزت الباحثة في رسمها عددا من صور التقابل الاعتمادَ على المسكوكات اللفظيّة؛ وذلك حين وجدت أنّ المعنى النهائي في الآيات القُرآنيّة منوطٌ بفهم الغاية من التقابل، لأنّ المعنى هو المقصود بالحُكم. وذلك بلحاظ المقام الذي يرد فيه التقابل.  

وجعلت الدراسة مقياسها في بيان مفهوم (النقيضين) العوامل اللفظيّة: (لا)، أو (ما)، أو (ليس)، أو ما هو بحكم ذلك من أدوات النقض الشائعة، فهي بها من حيث الغاية مُساوية لما تمثّل به المناطِقة في مقابلة (أسود) بـ(لا أسوَد)، فضلا عن الأدلة الملحوظة في النقض المجازي، كقولك: هل يستوي العالم والجاهل؟.

وأمّا (الملكة والعدَم)؛ فقد أخذ حظّه من الإيضاح في المبحث الثاني من الفصل الثاني لهذه الدراسة، مع بيان تمثيلي بِالمُحِّددات التي قد يتغيّرُ بحضورها نوع التقسيم، ولاسيّما إذا كان الأمرُ مُتعلِّقًا بتوصيف ما لا يُحاط بالوصف، كالذات الإلهيّة.


Comments are disabled.