إن حصول العراق على المرتبة الاولى عربيا والسابعة عالميا في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة من حيث عدد الجامعات المشاركة في نسخة ٢٠٢٤ التي شهدت تنافس ٢١٥٢ جامعة من ١٢٥ دولة يعد انجازا تاريخيا مائزا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وبهذه المناسبة الكبيرة نبارك لكل الجهود التي بذلتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي متمثلة بالسيد معالي الوزير المحترم الدكتور نعيم العبودي وكل الجامعات التي ساهمت في هذا الانجاز الكبير والمهم وغير المسبوق . وتعد تصنيفات تأثير التعليم العالي الصادرة عن التايمز أداة أساسية توفر تقويما غير متحيز لكيفية مساهمة الجامعات في هذا التأثير، وهي التصنيفات الوحيدة من نوعها الصادرة عن أكبر نظام لتصنيف التعليم العالي عالميًا. تهدف تصنيفات التأثير لهذا العام ليس إلى إظهار التقدم الذي تم إحرازه،فحسب ولكن أيضًا الفرص المتاحة لمزيد من النمو داخل كل مؤسسة – مما يسمح لها بقياس تأثيرها في المجتمع، بما في ذلك التأثيرات الإيجابية والسلبية.
ولتحقيق هذا الهدف، يتم جمع البيانات من المؤسسات في جميع أنحاء العالم..
دابت مجلة التايمز لعام ٢٠٢٤ على تقويم الجامعات عبر ١٧ من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs)، بدءًا من الصحة الجيدة والرفاهية إلى السلام والعدالة والمؤسسات القوية. وتؤلف أهداف التنمية المستدامة هذه أهمية كبيرة ، لأنها توفر إطارا دوليا لتحديد الأولويات العالمية وتطوير أجندات السياسات الوطنية التي تعزز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ولن تؤدي طريقة التقويم هذه إلى خلق فرص متكافئة بين الجامعات فحسب، بل ستساعد أيضًا في تحديد نقاط القوة والضعف لديها من حيث مساهماتها في جعل العالم مكانًا أفضل. وتعمل تصنيفات تأثير التعليم العالي الصادرة عن مجلة التايمز لعام ٢٠٢٤ على تقويم الجامعات عبر ١٧ هدفًا من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بدءًا من حماية الصحة والبيئة إلى التعليم. وتتطلب المشاركة في التصنيف العام من الجامعات تقديم بيانات لأربعة أهداف من أهداف التنمية المستدامة على الأقل بما في ذلك الهدف ١٧ من أهداف التنمية المستدامة – الشراكات من أجل الأهداف. في الوقت الذي نثمن فيه هذا الانجاز التاريخي الكبير نستنكر الاصوات النشاز التي تقلل من شانه واهميته ، اما لجهل في آلياته التي اوضحناها في اعلاه او التشكيك في قدرة منجزيه. وعملهم هذا ينطبق عليه المثل المعروف (اسمع جعجعة ولا ارى طحنا) . فالشمس لاتحجب بغربال والله من وراء القصد.
الاستاذ الدكتور
علاوي سادر جازع
عميد كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية