بسم الله الرحمن الرحيم

             ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ))

                                                   صدق الله العليُّ العظيم                                                

      الحمد لله الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم , والصلاة والسلام على معلم البشرية . ومربي الإنسانية.. وعلى آله وصحبه أجمعين

 بأَسمى آيات الترحيب  والدعاء  بالارتقاء الاكاديمي نحو غد مشرق مستدام  

 بمناسبة بدء العام الدراسي وإشراقة شمس عام أكاديمي جديد 2024-2025 لا يسعنا إلا أن نرحب ونحي أسرة كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية أجمل ترحيب، متمنين لهم حياة جامعية ملؤها التفوق والنجاح والتميز. مؤكدين بحول الله تعالى عزمنا على العمل سوياً لتحقيق رسالة التعليم ,شهدت كليتنا خلال مسيرتها العلمية العديد من الأنجازات والأبداعات  تمثلت  بمائة عام من العطاء توجت فيها دار المعلمين الاولى عروس كليات التربية في العراق (( وما أجملَ أن تتعانقَ ذكرى شاعرتنا العظيمة نازك الملائكة مع الذكرى المئوية لتأسيس كلية التربية ابن رشد ))فهذهِ الكليةُ النواةُ الأولى لجامعتنا الحبيبة بغداد، وهي الأُختُ الكُبرى لنظيراتِها في العراق، وهي الرافدُ الأولُ لشريانِ قلبِ الأكاديمية والثقافة في عراقنا الحبيب ؛ ليضعنَا ذلكَ كلَّهُ أمام أمرين أحلاهما أجمل وأبهى فالأول يحملنا مسؤولية قيادة مؤسسةٍ بهذا الثُقلِ والهيبة وهو شرفٌ عظيمٌ تتوقُ لهُ النفوسُ، والثاني يدفعُنَا للمحافظة على هذا الإرث وصيانتهِ وإدامتهِ والارتقاء بصرحهِ الشامخ، ومنهُ تعالى نستمدُ العونَ والتوفيق والسداد، ونشهدُ اللهَ والوطن أننا سعينا وسنسعى لأن تبقى دائمًا وأبدًا في مقدمة كليات جامعة بغداد؛ فمن حيثُ الجانب العلمي أن المناهج في تحديثٍ دائم، والمختبرات في ارتقاءٍ مستمر، ومجلة الكلية ( مجلة الأستاذ )  أخذت خطوات متقدمة في طريقِ دخولِها للمستوعبات العالمية ،ومن حيثُ النشرُ العالميُّ فإنَّ أعدادَ الناشرين من أساتذة هذه الكلية وطلبتِها مؤشرٌ لدى جامعة بغداد بوثائقَ وكتبٍ رسميَّة في تصاعدٍ مستمر، ومؤلفات أساتذتها وبحوثهم مستمرة، فضلاً عن برامج العمل المشتركة مع وزارة الداخلية، ومستشارية الأمن القومي،في الدبلوم الأمني المعادل للماجستير وما إلى ذلك، أمَّا على صعيدِ الجانبِ الإداري فالأرضُ والزرعُ والأرشفة يحكون عالمًا شاملاً تراهُ الأعينُ، وتبصرهُ القلوبُ، وتتلقاهُ الصدورُ بفرحٍ لا نظيرَ لهُ،

 يطيب لي ونحن نستقبل عامنا الدراسي الجديد أن يكون بإذن الله عاماً دراسياً مفعماً بروح الجد والاجتهاد، وحافلا بالإنجازات، والتطلعات لمستقبل أكثر إشراقاً وتفاؤلاً .
السادة أعضاء الهيئة التدريسية…

تقع عليكم مسؤولية كبيرة في بناء المستقبل العلمي لعراقنا الحبيب وذلك من خلال السعي الجاد في مواكبة الجديد في حقول العلم والمعرفة وأكتساب المعارف والعلوم وأستثمار المواهب والقدرات والابداع  للنهوض بالدراسات الاولية والعليا وتشجيع البحث العلمي الهادف و النشاطات العلمية والثقافية والفنية منها المؤتمرات والندوات العلمية والحلقات النقاشية وورش عمل ومعارض فنية  والنشر في مجلات ذات عامل تأثير كبير  ….
علينا جميعاً أحترام الوقت والعلم والعمل والتمسك بالاخر وأن نبني جيلاً نتطلع اليه في المستقبل القريب قيادياً في ميدان الحقل التربوي ، وعلى الجميع أن يسعى الى ما هو جديد في تقدم عجلة الكلية في الجوانب العلمية والادارية والفنية والخدمية .
إن الحياة الجامعية تحتاج منا أن نعمل معاً بكل تفاني وحرص وأخلاص كل من موقعه على الالتزام الكامل بالحضور والاداء العلمي الفاعل والبناء وأن نعطي لبلدنا ونضحي لكي نستطيع أن نضمن حاضرنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا كما يجب أن نكون بمستوى عال من الالتزام والتمسك بأخلاقنا السامية وحضارتنا التي نفتخر بها وما قدمته للعالم على  كافة المستويات والاصعدة .  فحريٌّ بنا أن نوجِّهَ أسلَّة أقلامِنا صوبَ ما يُعيدُ العراقَ لواجهة الريادة، والتحضُّر ، والمدنيَّة ، مديمينَ العطاءَ العلميَّ، والتطور الفكريَّ، والسمو المعرفيَّ؛ وعهدنا بكم كبيرٌ ، وأملنُا بكم واثقٌ  ، بتقديم الأفكارِ الناضجة و وعيٍ فكريٍّ بضرورة مراعاة التجديد،  لتأخذ طريقها للنشرِ العالمي، وقد قُرَّتْ أعيننا بالعام  السابق بأن تدريسيي جامعة بغداد فقط بلغ أعداد النشر العالمي فيها مراتب متقدمة بين بحثٍ علميٍّ وإنسانيٍّ ما جعلَ جامعتنا في وضع متقدمٍ ، ولا يخفى على حضراتكم أنَّ  ذلكَ يدخل ضمن معايير ضمان الجودة العالمية، ويجعل العراق يأخذ مساحةً علميَّة مُرضية في المشهد العلمي والأكاديمي، وبهممكم قُطع شوطٌ كبيرٌ في هذا الشأن ، صحيحٌ أنَّ العراق لمَّا يزلْ يُعاني من ظروفٍ شتى ، ولكنَّ الأملَ يحدونا في تطويق أزماتهِ ، والنهوض في مجالاته العلميَّة باختصاصاتها كافة ، ولعمري إنكم على ذلكَ من القادرين.
داعيا الله العلي القدير أن يجعله عام علم وازدهار في كل مفاصل التعليم العالي، وعام أمن وخير وبركة على الشعب العراقي.. و أن يحفظكم ويرعاكم خدمة للمسيرة التعليمية في عراقنا الحبيب ولجامعتنا وصروحها العلمية التقدم والازدهار . 

 

   أ.د. علاوي سادر جازع

                              عميد كلية التربية ابن رُشد للعلوم الإنسانية                               

10/9/2024   

Comments are disabled.