شهدَ قسم التاريخ في كليتنا مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ ((العلاقات السياسية البريطانية – الامريكية في عهد مارغريت تاتشر ورونالد ريغان 1979 – 1989)) للطالب كريم عجيل فالح تخصص تاريخ حديث ، من قبل لجنة المناقشة المتمثلة بـ :الاستاذ الدكتوركريم صبح عطية رئيساً للجنة ، وكل من “الاستاذ المساعد الدكتور احسان علي حسين ، والاستاذ المساعد الدكتور كفاح احمد محمد والاستاذ المساعد الدكتور جبار درويش جاسم والاستاذ المساعد الدكتور امين عباس نذير ” عضواً وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور نغم طالب عبد الله ، وذلك يوم الاحد الموافق 2017/9/24 على قاعة (الاستاذ الدكتور جواد علي) .

مما لاشك فيه ان بعض الدراسات العلمية ولأجل ان تصل الى درجة من التكامل نرى انه للمتعرض لها ان يتعرف بشكل جلي على موارد واساليب ومنهجية تلك الدراسة، فكان ذلك مع احد كبار التأليف للتأريخ الاسلامي في العصر المملوكي الا وهو مؤرخنا “محمود بن احمد بن موسى بن احمد بن حسين بن يوسف بن محمود المعروف والمشهور بلقب العيني”، الذي برز في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، اذ اكتسب مكانة مرموقة في بناء منظومة الفكر التأريخي العربي الاسلامي وفي مجالات شتى من العلوم، والذي كان واضحا من خلال مصنفاته المتنوعة  ، وكان من اضخم مؤلفاته كتاب”عقد الجمان” وهو موضوع البحث الحالي .

وقد تمثلت القيمة العلمية لهذا الكتاب في ان العيني من جهة استخدام الموارد نجده تعدد في مصنفاتها واجاد ذكرها بصورة رائعة، اذ انه اعتمد التخصص في استخدامها كل حسب مورده متميزا بطريقة واضحة للعيان وعلمية في انتقاء الروايات كل حسب موضعه مركزا على استخدام الموارد المعاصرة لطبيعة الحدث والرواية التاريخية،  كما تظهر أهمية الكتاب في تنوع مادته ولعل أهميتة تكمن أيضاً في حسن اختيار المؤلف لمعلوماته المتنوعة والغريزة بالأخبار التي كانت موضع اهتمام المؤرخين فيما بعد، والتي أوقفتنا على معالم الحياة السياسية للعصر الايوبي للفترة   من سنة (565هـ/ 1169م) الى سنة (628هـ/ 1230م) وما تخللها من صراعات وحروب بين ملوك وأمراء الدولة الأيوبية في مصر والشام وما واجهته من أخطار خارجية تمثلت بمواجهة الخطر الصليبي الزاحف نحو بلاد المشرق الإسلامي، وغزو التتار لبلاد المسلمين وتدميرهم مركز الخلافة الإسلامية في بغداد وتخريبهم بلاد الشام، والكشف ايضا عن الحياة العلمية والاجتماعية  لتلك الفترة . ولأجل ذلك على ما نرى، يعد العيني في كتابه “عقد الجمان”،احد الاعلام الذين حافظوا على التراث الاسلامي الذي وصل الينا . واقتضت طبيعة الدراسة ان تقسم الى مقدمة واربعة فصول وخاتمة تضمنت اهم النتائج . 



Comments are disabled.