تم مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ ((الاسماعيليون والفاطميون في مؤلفات برنارد لويس/دراسة تحليلية)) للطالب طالب جحيل دامج في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية قسم (التاريخ) تخصص (تاريخ اسلامي) وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور وسن سمين محمد ، يوم الثلاثاء الموافق 2017/9/26 على قاعة (أ.د.جواد علي) .

هذه الدراسة لهذه الفرقة الإسلامية تُعدُّ واقعية تعالج أمراً موجوداً وملموساً بعيداً عن التعصب المذهبي لأن المستشرق برنارد لا يمثل أحد الأطراف بل يمثل يهوديته التي أظهرها في مؤلفاته وآرائه فأنه شخصية مزجت ما بين التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي وما بين كونه شخصية يهودية مؤثرة في السياسة الأمريكية والصهيونية وأطلق عليه عادل الجو جري سفاح الشرق الأوسط ومهندس سايكس بيكو رقم 2 وهو عرّاب المحافظين وكون هذه الشخصية هي شخصية حاربت الدين الإسلامي والعرب المسلمين فكيف تكون آراؤه في مؤلفاته منصفة.

لكن المتتبع لحركة برنارد يستطيع أن يطلع على بعض المخطوطات والكتب النفائس ولذلك جاءت آراؤه نقلاً عما وجده أمامه من المصادر سواء أكانت السُّنية أو الشيعية الأثني عشرية أم الإسماعيلية الصديقة والمعادية للإسماعيلية . وكان الاختيار حسب ما هو يريده ليثبت ما بذهنه من خلال المصادر العربية والأجنبية.

وتعددت الدراسات والأبحاث التي خاضت غمار البحث فيما يخص الفرق والحركات الإسلامية, التي نشأت بعد وفاة الإمام جعفر الصادق (u).وكانت تلك الدراسات في الغالب تأخذ موقف المنحاز إلى وجهة نظر معينة إلاّ أن كثيراً من الدراسات الحديثة ما زالت تحمل في أبعادها وطياتها ذات النظرة التي تبناها القدماء ولم يسلم المستشرقون والباحثون من هذه الرؤية الذين تبنوا موقفاً وسطاً أحياناً من تلك الفرق, لم يسلموا في هذه الرؤية.

ان الرغبة لدى الباحث دفعته إلى دراسة الفرق الإسلامية ومنها الإسماعيلية والفاطمية وفق حركة الاستشراق، فحركة الإستشراق أخطر بكثير مما يبدو لبعضهم ممن لا يرون خطراً ما دام أحد لم يتنصر أو يتهود.

ولغموض علاقة اليهود بالاستشراق ومنهم الذين حملوا جنسيات أوربية مختلفة  فقد مارس برنارد منهجاً خاصاً وضع فيه فكرة مبنية مسبقة ثم يأخذ وقائع الأحداث منها ما يؤيد فكرته ويستبعد ما دون ذلك فيتمسك بالخبر الذي يؤيد رأيه أو الذي يمكنه تأويله حسب غرضه مهما كان ضعفه. ومن المتعذر إن لم يكن من المستحيل أن يتجرد هؤلاء المستشرقون عن عواطفهم وبيئتهم ونزعاتهم التعصبية ومنهم برنارد في تعصبه ليهوديته وتأثره بالبيئة التي نشأ فيها أو خلفياته العلمية التي درسها ولذلك نرى كيف تأثر منهجه بيهوديته. والحقيقة فأن من المستشرقين رجالاً أحرار الفكر لا يقصدون إلى التعصب ولا يميلون مع الهوى لكنهم أخذوا العلم من غير أهله وأخذوه من الكتب وهم يبحثون في لغة غير لغتهم, وفي علوم لم تمتزج بأرواحهم لذا وقع قسم منهم في أوهام في ما يتصل بألفاظ اللغة العربية وفنونها. وأن برنارد سيرمي بلا شك بتأمل الأمور من وجهة نظر يهودية إذا هو عالج الشرق الأدنى كموضوع ميت لا صوت له, قد لا يستطيع البحث أن يكشف عن حقيقة الطاقة الذاتية للقوى والعوامل الاجتماعية والدينية والسياسية هناك. 

أقتضى عنوان الدراسة تقسيمها على  خمسة فصول  تسبقها مقدمة وتلحق بها خاتمة تضمنت أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج مع ملاحق تتلوها قائمة المصادر والمراجع مع الملخص باللغة الانكليزية .


 

Comments are disabled.