نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بــ ((مظاهر الترف في البلاط الساساني)) للطالبة (نور جاسم خزعل) في كليتنا قسم التاريخ تخصص تاريخ قديم من قبل لجنة المناقشة المتمثلة بــ : الاستاذ الدكتور غسان عبد صالح رئيساً ، وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور عادل شابت جابر ، والاستاذ المساعد الدكتور سعدون عبد الهادي برغش وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور مهدية فيصل صالح ، وذلك يوم الخميس الموافق 2017/10/26 على قاعة (الاستاذ الدكتور جواد علي) .

 تنقسم  الرسالة الى  ثلاث فصول تسبقها المقدمة والتمهيد  ويليها جملة من الاستنتاجات ، ركز  وناقش التمهيد  بشكل مختصر التطورات السياسية في الدولة الساسانية  منذ نشاتها  وحتى سقوطها على يد المسلمين العرب.

في الفصل الأول (تقسيمات المجتمع الساساني) حيث اوضح الباحث كيف قام صاحب الدولة أردشير بن بابك بتنظيم دول المجتمع الساساني بتقسيمه إلى أربع فئات أمر بها بشكل هرمي، ناقشناها بالتفصيل في أربعة محاور موضحا فيها الحقوق والواجبات اما الفصل الثاني (الآداب والتقاليد المتبعة في البلاط الملكي): شملت العديد من المحاور التي  من خلالها أظهر الباحث الأخلاق والتقاليد التي تلت في استئجار العرش والاحتفالات تتويج ، والعقود  الملكية والجمهور الملكي واستقبال  مراسيم الوفود . أيضا ، بحثنا عن الطعام الملكي ، والتقاليد المتبعة في إعداده ، والطريقة التي يتلقى بها التعليم من قبل أبناء الملوك والاساليب المتبعة في التحضير حملات الملوك سواء كانت  رحلات الصيد أو العسكرية . وقد ضم الفصل الثالث (الفخامة الملكية) عددا من المحاور؛حيث تحدث الباحث عن زوجات الملوك وخليلاتهم ، كنوزهن، وازيائهم ، وتسلياتهم ، اضافة الى الهديا  والمنح  التي تقدم اليهن او تمنحها الى رعاياهن، وأخيرا بناياتها وقصورها الملكية.                                            

من الموضوع المفصل أعلاه (مظاهر الترف في المحكمة الساسانية)، توصل الباحث إلى بعض النتائج : قد ربط الساسانيون بعلاقتهم مع الأخمينيين لتأكيد حقهم في الحكم واحتراما شخصية صاحبها “الاردشاير بن بابيك” الذي تمكن من توسيع تفوقه على بلاد فارس.ومن أجل تغطية ركائزه منظمتة المركزية ,قسم المجتمع إلى ثلاث فئات أو مستويات وفقا للكتاب المقدس “أفيستا”. لكن ذكاء “الملك أردشير بن بابك” ركز على فئة اجتماعية قد يكون لها دور كبير في خدمة نظامه الإداري، وهو فئة العلماء والمفكرين؛ لذلك فان هذه المسألة قد شجعته في إضافة مستوى آخر إلى التقسيم الثلاثي، وبالتالي أصبح المجتمع الساساني مقسما إلى أربعة مستويات. من الأمور التي كان الملك “أردشي بن بابيك” حذرا من السيطرة على تنظيم إدارته هي: يجب أن يكون ولي العهد من الأسرة الساسانية مستندة بالضبط على أن نظرية الحق الإلهي، وأوضح في واحدة من وصاياه   “نعرف أن ابن الملك وشقيقه وعمه ، كل ما اقوله : كنت على وشك أن أكون ملكا،  ولا اموت حتى اكون ملكا،. ترك الملوك الساسانيين العديد من بقايا بارزه حتى الآن ، منهم القصور, المباني، والقصور المشيدة  وعظمتها ؛ من بينها قلعة داختر ، التي تعتبر احدى يناية الملك أردشير بن بابيك وأيضا قصر فيروز أباد وقصر بشابور الذي بناه الملك صبور الأول، ولكن أعظم واحد كان كسرا إيفان في تيسافون. وغيرها من  الاشياء التكميلية التي تتعلق بالمكانة الملكية   التي تكمن  في  طعام وموائد الملوك الساسانيين، وأسماء الأطعمة الغريبة المختلفة ذات  الاصول المختلفة  والتي تطبخ في عدة طرق بالإضافة إلى الصحاري  التي تحتوي  على الدقيق والنفط والزوبوت والعسل وغيرها من الأشياء حيث تختلف الموائد في أوقات الحرب , بما في ذلك التسليات والانتصارات.هناك أشياء كثيرة تشير إلى فخامة  الملوك الساسانيين ,منهما القواعد تملي على اولئك الذين يرغبون في حضور امام الملك. كان عليه أن يضع خطابا محددا، أولا تقديم طلب لرئيس الحراس بدوره أن يرفع الى الملك  اسم الشخص الذي يريد أن يتحدث معه، إذا وافق الملك على ذلك ، على هذا الشخص ان يضع منديل  على فمه  لحماية الملك من  أنفاسه/انفاسها. كان  تعليم الملوك الساسانيين مقتصرا على على أبناء المستويات العليا وليس  على المستويات الدنيا. وروى بلسان الملك أردشير بن بابيك، “ليس هناك شيء أسرع من تغيير أوضاع الدول وهدم الممالك من خلال  تحويل تلك المستويات من مواقعها.

 القصور الملكية مزدحمة بالنساء والللاتي  لديهن دور كبير في التأثير على الملوك الساسانيين . حيث  قيل إن محكمة الملك كيسرا أوبراويز تضمنت ثلاثة آلاف امرأة، في ذلك الوقت تم رسم صور نسائية وهذا ما بدا بسبب كثرة وزجاته .  ان  مكانة المحكمة الساسانية تكشف عن المزيد من العطور الفاخرة التي انتشرت في القصر الملكي . قد ذكرت المصادر العربية   معلومات عن  تاثره  في العطور لدرجة أنه أمر حكامه بعدم إرسال تقاريرهم ولكن بعد غرقها في ماء الورد أو الزعفران. من مشاهد أخرى من الترف الذي كان الملوك الساسانيين يمارسوه الرياضة والملابس والموضات.حيث أن الملك كيسرا أوبرايز قد طلب رفيقه (خوش ارزو)، عن أفضل الملابس، لذلك بدأ في الاعتماد على عشرة أسماء من  الملابس العامة يرتديها وفقا للمواسم. ان الفخامة اخذت عدة أشكال للملوك الساسانيين  التي تعتبر وسائل الترفيه, حيث كانوا يمارسون لعبة الشطرنج، البولو، ركوب الخيل، هذه الوسائل اكتسبت الكثير من الاهتمام من قبل الملوك . اكمالا الى ذلك ، تضمنت المحكمة الساسانية عددا من الموسيقيين الذين كانوا يرافقون الملك في أحداثه وأحزابه. وروى المصادر أن الملوك كانوا يطالبون من الموسيقيين الذين يعزفون أنواع معينة من النغمات ؛ كما كانت هناك أنواع كثيرة من الآلات الموسيقية , حيث كانت كل موسيقى تختلف عم الاخرى  استنادا الى المنطقة التي جاءت منها. كان الملحن الأكثر شهرة في محكمة كيسرا أوبرايز (باربيث) .  يشار إلى الملك الساساني بتمتعه بالثروة ,المجوهرات، والأدوات باهظة الثمن  التي تصل الى درجة الاسطورة. على سبيل المثال، قطع الشطرنج مصنوعة من اوكسيد الالمونيوم الأحمر والزمرد.  


Comments are disabled.