نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بــ ((المروريات التاريخية في كتاب تفسير القرآن للعياشي المتوفى: 320هـ / 932م)) للطالب ضياء رزاق خلاوي في كليتنا قسم التاريخ تخصص اسلامي ، من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الاستاذ المساعد الدكتور علي حسن غضبان وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور عمار مرضي علاوي والاستاذ المساعد الدكتور وفاء عبد الجبار عمران وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور علي عطية شرقي وذلك يوم الاربعاء الموافق 2017/12/6 على قاعة (الاستاذ الدكتور جواد علي) .
وكان ملخص الرسالة الاتي : برزت العديد من الشخصيات المهمة في الامة الاسلامية ممن خـدموا التـأريخ الإسلامي بإنجازاتهم العلمية التي تناولت جوانب مهمة من تاريخنا ، وهم بذلك حفظوا مجريات الاحداث مـن خـلال مؤلفاتهم ، ومن تلك الشخصيات : (محمد بن مسعود العياشي).
وشخصية محمد بن مسعود من الشخصيات البارزة ، إذ شهد له العديد من المترجمين بثقته وعلمه ، ومن هنا جاءت أهمية دراسة الجانب التاريخي من كتاب التفسير ، تحت عنوان (المرويات التاريخية في كتاب تفسير القرآن للعياشي (المتوفى: 320هـ/ 932م).
فقد صنف العياشي العديد من المؤلفات في شتى مجالات العلوم ،وقيامه بتأسيس جامعة علمية ضمت مختلف الاعمال من تأليف ،ونسخ ،وتحقيق ،وتدريس طلبة العلم ، مع قلة الإمكانيات المتوفرة لديهم في ذلك الزمن؛ وما يؤسفنا ان اغلب مؤلفاته فقدت ؛ بسبب الاحداث التي توالت على البلاد الاسلامية ، ولولا ذلك لسلطت الاضواء على مفاصل مهمة من التاريخ الاسلامي وغيرت مجريات الاحداث.
إن دراسة موضوع بهذه الأهمية، لابد أن تحفها بعض الصعوبات، والتي كان في مقدمتها قلة المعلومات المتعلقة بترجمة حياته الشخصية في فتراتها الاولى ، وكذلك الفترات المتأخرة من حياته ، والتي لو توافرت لسلطت الضوء على حقبة مهمة، من حياته وموقفه من بعض الاحداث التي دونها في مؤلفاته .
وقد انتظمت الدراسة في مقدمة واربعة فصول وخاتمة ، جاء الفصل الاول تحت عنوان (السيرة الذاتية والعلمية لمحمد بن مسعود العياشي وانجازاته) وتألف من اربعة مباحث، خصص المبحث الاول لـل (السيرة الذاتية لمحمد بن مسعود العياشي)، وتناولت فيه حياته الشخصية ،واشتمل على اسمه ،ونسبه، ولقبه ، وكنيته وأسرته ووفاته ؛ فيما كان المبحث الثاني بعنوان (السيرة العلمية لمحمد بن مسعود العياشي )،وتناولت فيه مكانته العلمية ورحلاته ، واهم شيوخه وتلاميذه ومن صحب من العلماء والمحدثين، أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان(انجازات محمد بن مسعود العياشي الثقافية ومؤلفاته) وتضمن انجازاته الثقافية ، وأشهر مؤلفاته ، واحتوى المبحث الرابع على ( اهمية كتاب التفسير لمحمد بن مسعود العياشي ) واحتوى على عنوان الكتاب ونسبته ، ومخطوطات الكتاب ، وتاريخ التأليف ، ودوافعه ، ووصف للكتاب وتقسيمه وحذف الاسناد في كتابه . وقد حمل الفصل الثاني مسمى (الاوضاع العامة في عصر محمد بن مسعود العياشي) وقد احتوى على اربعة مباحث ايضاً ،اشتمل المبحث الأول على (الاوضاع السياسية في عصر محمد بن مسعود العياشي)، في حين كان المبحث الثاني مخصص لـل (الحياة الاجتماعية في عصر محمد بن مسعود العياشي) ،وكان المبحث الثالث في (الحياة الثقافية والفكرية في عصر محمد بن مسعود العياشي) واشتمل المبحث الرابع على (الحياة الاقتصادية في عصر محمد بن مسعود العياشي)أما الفصل الثالث فقد كان بعنوان، (مرويات المبتدأ وما قبل الاسلام في كتاب التفسير لمحمد بن مسعود العياشي) وقد اشتمل على مبحثين ، ضم المبحث الاول ( مرويات المبتدأ )، وضم المبحث الثاني ( المرويات التاريخية عن عصور ما قبل الاسلام) . وتضمن الفصل الرابع (مرويات عصور ما بعد الاسلام في كتاب التفسير لمحمد بن مسعود العياشي) وتألف من مبحثين ؛ الاول تضمن ( المرويات التاريخية عن عصر الرسالة والخلافة )، اما البحث الثاني فقد تناول(المرويات التاريخية عن العصر الاموي والعصر العباسي ) .
وقد بذلت هذه الدراسة الموسومة (الـمرويات التاريخية في كتاب تفسير القرآن للعياشي {المتوفى: 320ه/932م}) جهداً علمياً مضنياً كما نعتقده ، إذ تبنت الدراسة بيان شخصية فذة ومهمة في مجال التفسير والمرويات التاريخية ، ومدى اهتمام العياشي بمشروع المعرفة التاريخية .
كما بينت الدراسة الدور الكبير لمصنفات محمد بن مسعود العياشي ، وتمكنا من العثور على مسميات بعض مما فقد من مؤلفاته من خلال مقارنتها مع في كتب المصنفات .
كما اثبتت الدراسة مدى ما وصل اليه محمد بن مسعود العياشي من مكانه علمية ، وما انتهل من علوم على يد العديد من المشايخ ومن صحب من العلماء والمحدثين ، فضلاً عن انه كلف من قبل الامام العسكري(u) بحفظ تراث اهل البيت ):(،فاصبح امام تكليف شرعي من امام عصره ، حتى انتهى الى تأسيس مدرسة علمية ومطبعة تناولت شتى اصناف العلوم ومختلفها ،فتحت ابوابها لمختلف الطوائف والمذاهب والعلماء،ولم تفتصر على علم معين فحسب،وتفقه على يده العديد من العلماء منهم الكشي(ت 340ه/951 م).
فكان طالباً للعلم منذ نعومة اظفاره فلم يدخر وسعاً في التعلم ولم يذخر جهداً في العطاء ، ونال بذلك ثناء العديد من العلماء والمفكرين والمصنفين ، الذين وصفوه بأوصاف ان دلت على شيء فأنها تدل على مدى المكانة العلمية العريقة التي وصل اليها محمد بن مسعود العياشي .