نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـــ ((التصحيح اللغوي في كتاب الطراز الاول لابن معصوم المدني ت 1120 هـ ، دراسة تحليلية تقويمية )) للطالب احمد عيس طاهر في كليتنا قسم اللغة العربية تخصص (لغة) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ المساعد الدكتور علي حلو حواس وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور زهير محمد علي والاستاذ المساعد الدكتور احمد هويدي جواد وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور أسامة رشيد الصفار وذلك يوم الخميس الموافق 22/ 2/ 2018 على قاعة (أ.د. هاشم طه شلاش ) .
وَقَدْ بُنِيَتْ دِرَاسَة الباحث عَلَى خطَّةٍ قُسِّمَتْ عَلَى ثَلَاثَةِ فُصُوْلٍ يَسْبُقُهَا تَمْهِيدٌ، وَتَلحَقُهَا خَاتِمَةٌ. وَقَدْ تَنَاوَلْتُ فِي التَّمْهِيْدِ محوَرَيْنِ؛ (أَحدهما): نَشْأَةُ التَّصْحِيْحِ اللُّغَوِيِّ، وَأَسْبَابُهُ، وَمَنَاهِجُهُ. وَ(الآخَر): التَّعْرِيفُ بابنِ مَعصُوم المَدَنِيّ، اسمِهِ وَنَسَبِهِ وَأَلقَابِهِ، وَأَسفَارِهِ، وَشُيُوْخِهِ، ثُمَّ مَكَانَتِهِ العِلْمِيَّةِ بِذِكْرِ أَهَمِّ آثَارِهِ العِلْمِيَّةِ وَأَقْوَالِ العُلَمَاءِ فِيْهِ.
وَخَصَّصْ الفَصْلَ الأَوَّلَ لِدِرَاسَةِ مَنْهَجِ ابنِ مَعصُوم فِي التَّصحِيْحِ اللُّغَوِيِّ، وَقَدْ قُسِّمَ عَلَى ثَلَاثَةِ مَباحِثَ: كَانَ الأَوَّلُ فِي وَصْفِ مُقَدِّمَةِ (الطِّرَازِ)، وَالوقُوْفِ عَلَى مَا اخْتَطَّهُ المُصَنِّفُ فِيْهَا – تَصْرِيْحًا أَوْ تَلْمِيْحًا – مِنْ مَنْهَجٍ اسْتِدرَاكِيٍّ، وَآخَرَ نَقْدِيٍّ تَصْحِيْحِيٍّ. وَفِي المَبْحَثِ الثَّانِي بَسْطْتُ القَوْلَ فِي مَعَايِيْرِ التَّصْحِيْحِ اللُّغَوِيِّ عِنْدَ ابنِ مَعْصُوم، وَقَدْ اسْتَقْرَأْتُ اعْتِمَادَهُ عَلَى ثَمَانِيَةِ مَعَايِيْرَ، وَهِيَ: القِيَاسُ، وَالسَّمَاعُ، وَعَدَمُ السَّمَاعِ، وَالإِجْمَاعُ، وَآرَاءُ العُلَمَاءِ وَالنَّقْلُ مِن كُتُبِهِمْ، وَالاشْتِقَاقُ، وَالخبرَةُ والثَّقَافَةُ اللُّغَوِيَّةُ، وَالمُشَاهَدَةُ وَالمُعَايَنَةُ. أَمَّا المَبْحَثُ الثَّالِثُ؛ فَكَانَ فِي دِرَاسَةِ الشَّوَاهَدِ الَّتِي أَوْرَدَهَا ابنُ مَعصُوم فِي مَوَاضِعِ التَّصْحِيْحِ اللُّغَوِيِّ، وَهِيَ: الشَّاهِدُ القُرآنِيُّ، وَالشَّاهِدُ الحَدِيْثيُّ، وَالشَّاهِدُ الشِّعْرِيُّ، وَالأَمْثَالُ.
وَفِي الفَصْلِ الثَّانِي خَاضَ البَحْثُ فِي التَّصْحَيْحِ المُعْجَمِيِّ فِي (الطِّرَازِ)، وَأَدرْتُ هَذَا الفَصْلَ عَلَى أَرْبَعَةِ مَبَاحِثَ: عَرَضَ الأَوَّلُ للتَّصْحِيحِ فِي الدَّلَالَةِ، وَتَضَمَّنَ الأَغْلَاطَ الَّتِي رَصَدَهَا المُصَنِّفُ فِي تَعمِيْمِ الدَّلَالَةِ، وَفِي تَخْصِيْصِهَا، وَفَي تَغَيِيْرِ مَجَالِهَا، وَفِي التَّضَادِّ. وَجَاءَ المَبْحَثُ الثَّانِي فِي الأَغْلَاطِ الَّتِي رَدَّهَا المُصَنِّــــــفُ إِلَــــى التَّصْحِـــيْفِ وَالتَّحْرِيْــــفِ. فِـــي حِيْنِ عَرَضْتُ فِـــي المَبْحَثِ الثَّالِثِ للتَّصْحِيْحِ فِي المُعَرَّبِ وَالدَّخِيْلِ. وَجُعِلَ المَبْحَثُ الـــرَّابِعُ لِمَا رَصَدَهُ المُصَنِّفُ مِنْ أَغلَاطٍ في استِعمالاتِ (العَـــامَّةِ)، وَعَرَضْتُ فِيْهِ لِمَفهُوْمِ (العَامَّةِ) عِنْدَ المُصَنِّفِ، وَمَظَاهِرِ الأَغْلَاطِ الَّتِي تَعَقَّبَهُمْ فِيْهَا، واستعمالات (العامَّةِ) في ضَوءِ عِلْمِ الأَصْوَاتِ الحَدِيثِ.
وَيُمَثِّلُ الفَصْلُ الثَّالِثُ رَكِيْزَةً مِهِمَّةً مِنْ هَذِهِ الرِّسَالَة؛ لِكَوْنِهِ خُصِّصَ لِدِرَاسَةِ التَّصْحِيْحِ الصَّرفِيِّ الوَارِدِ فِي (الطِّرَازِ)، إِذْ كَثُرَ النَّقْدُ وَالتَّصْحِيْحُ فِي هَذَا المَجَالِ، وَاخْتَلَفَتْ مَظَاهِرُهُ، فاقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ يُقَسَّمَ هَذَا الفَصْلُ عَلَى خَمْسَةِ مَبَاحِثَ: تَنَاوَلْتُ فِي الأَوَّلِ مِنْهَا التَّصْحِيْحَ فِي المَصَادِرِ، وَدَارَ فِيْهِ البَحْثُ حَوْلَ المَصَادِرِ المُجَرَّدَةِ، وَالمَزِيْدَةِ. وَعَالَجَ المَبْحَثُ الثَّانِي التَّصحِيْحَ فِي المُشْتَّقَّاتِ: اسم الفَاعِلِ، واسم المَفْعُولِ، وَالصِّفَة المُشَبَّهةِ، وَسَائِر المُشْتَقَّاتِ الأُخْرَى.
وقَدْ كَانَ لِلتَّصحِيْحِ فِي أَسْماءِ الذَّاتِ نَصِيْبٌ مِن هَذَهِ الدِّرَاسَةِ، فاسْتَأْثَرَ بالمَبْحَثِ الثَّالِثِ، وَالَّذِيْ دَارَ البَحْثُ فِيْهِ عَلَى مِحْوَرَيْنِ؛ هُمَا: التَصْحيْحُ فِي وَزْنِ هَذِهِ الأَسْمَاءِ، وَالتَّصْحِيحُ فِي تَشْكِيْلِ بِنْيَتِهَا. ثُمَّ انْثَنَيْتُ لِأَخَوْضَ فِي دِرَاسَةِ التَّصْحِيْحِ فِي جُمُوْعِ التَّكْسِيْرِ، وَقَدْ سَارَ البَحْثِ فِيْهِ عَلَى سَنَنِ المَبْحَثِ الأَوَّلِ مِنْ هَذَا الفَصْلِ، إِذْ كَانَ الكَلَامُ فِيْهِ عَلَى أَسَاسِ تَقْسِيْمِ أَبْنِيَةِ جَمْعِ التَّكْسِيْر عَلَى أَبْنِيَةٍ مُجَرَّدَةٍ، وَأَبْنِيَةٍ مَزِيْدَةٍ. أَمَّا المَبْحَثُ الخَامِسُ؛ فَكَانَ مَوْضُوْعُهُ التَّصْحِيْحُ فِي الأَفْعَالِ مُجَرَّدِهَا، وَمَزِيْدِهَا، وَقَدْ دَرَسْتُ فِي هَذَا المَبْحَثِ مَحَاوِرَ مُهِمَّةٍ قَدْ رُصِدَتْ فِيْهَا الأَغْلَاطُ، كَأبوَابِ الفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ، وَالتَّعَدِّي وَاللُّزومِ، وَالإِعْلَالِ، وَأَثَرِ حروفِ الزِّيَادَةِ عَلَى وَزْنِ الفِعْلِ وَمَوْضِعِهِ فِي المُعْجَمِ.
