نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ (التنظيمات العسكرية في الممالك الاسبانية من سنة 422 – 897 ه /1031 – 1492 م) للطالبة ايمان سلمان رديف في كليتنا قسم التاريخ تخصص (اسلامي) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور مقتدر حمدان عبد المجيد وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور عصام كاطع داود والاستاذ المساعد الدكتور علي عطية شرقي وبأشراف الأستاذ الدكتور عبد الكريم خيطان وذلك يوم الخميس الموافق 19 / 4/ 2018 على قاعة (أ.د. جواد علي) .
استنتجت الباحثة مايلي :-
إن الممالك الاسبانية لم تكن تمتلك تلك التقنيات التي توصل إليها البحث في نهاية المطاف بل كانت أسلحتهم متمثلة في القوس والنبال والرماح وغيرها من الأسلحة البسيطة, وكانت تجمعاتهم على شكل عصابات هدفها الإغارة على جاراتها القريبة منها , وليس لها تنظيم محدد وخطط تسير على نهجها ،و كان الإسبان يدافعون عن أنفسهم أثناء تقوقعهم في أقاصي الشمال الغربي للبلاد, في منطقة جليقيه واشتريس. فقد قامت أول مملكة نصرانية عقب الفتح الإسلامي, واستمر المسلمون بفتوحاتهم إلى أن حل العصر الذي كان بداية النهاية للوجود الإسلامي إلا وهو عصر الطوائف، كما أوضحت الدراسة أن الفونسو السادس عاصر ملوك الطوائف, وكان سقوط طليطلة على يديه بعد أن حاصرها مدة غير قصيرة وذلك في سنة 478ه/ 1085م, وفي السنة التي تلتها كانت معركة الزلاقة سنة 479ه/ 1086م, وكانت معركة كبيرة انتهت بخسارة الفونسو وهزم جريحاً, وفي هذه الموقعة رأينا كيف كان تدخل البابا والكنيسة وهي تقوم بتحشيد الجيوش وإعلانها حرباً صليبية على المسلمين وتقاطرت جيوشهم من جميع جهات أوربا حاملين معهم الصلبان والأناجيل ومثقلين بأسلحتهم الشخصية الثقيلة والخفيفة تحملهم الأساطيل القادمة من جهات بعيدة وقسمت الجيوش وفق الخطط التي وضعوها ومع ذلك كان النصر للمسلمين.، وبينت الدراسة ايضا” انه في سنة 609ه/1212م , حدث الشيء ذاته, فقد تم تحشيد الجيوش من كل صوب مدججين بالأسلحة واستخدموا جميع الآلات الحربية الموجودة آنذاك, وكان قائد الجيوش الفونسو الثامن الذي استطاع أن يقضي على الناصر الموحدي وحسم المعركة لصالح النصارى .
وكشفت الدراسة انه في عهد بني الأحمر بدأت المدن تسقط تباعا, واستخدم الأسبان سياسة الحصار التي أنهكت أهالي المدن, فقتلهم الجوع وإفشاء الأمراض بينهم, وكان تعذيب الأسبان لهم دون رحمة أو شفقة , مما يضطر أهالي المدن إلى الاستسلام, وترك المدينة ومغادرتها الى المدن المجاورة لها.
وبينت الدراسة أن البعض من ملوك بني الأحمر ضعفاء استطاع الأسبان أن يعقدوا معهم اتفاقيات باستخدامهم الحيلة والخداع, ليتم لهم مايخططون من اجله إلى أن جاء عهد فرناندو وايزابيلا التي ضاع فيها ذلك الفردوس .
وأخيرا كشفت الدراسة أن الممالك الاسبانية طالما استنجدت بحروبها مع المسلمين بدول أوربا, في حين إن المسلمين كانوا يستنجدون بملوك افريقية من المرابطين والموحدين, ومع كل الصراعات بين نصر وهزيمة , عادت الأندلس إلى النصرانية من جديد وانتهى الإسلام في الأندلس ذلك الجزء الجميل.