نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بـ (الدولة المقدونية حتى سنة 336 ق.م ) للطالب حسين والي صبر في كليتنا قسم التاريخ  تخصص (قديم)  من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور غسان عبد صالح وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور غيث سليم فرحان  والاستاذ المساعد الدكتور مزهر محسن فرحان وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور صباح جاسم حمادي وذلك يوم الاحد  الموافق  22 / 4/ 2018 على قاعة (أ.د.جواد) .

تأتي اهمية موضوع البحث والموسوم (الدولة المقدونية حتى سنة 336ٌق.م) الى المكانة الكبيرة التي احتلتها مقدونيا في بلاد اليونان والتي كان لها طابع مؤثر في سياسة بلاد اليونان بصورة عامة خاصة بعد الفشل الذريع الذي اصاب اقطاب السياسة اليونانية(اسبرطة واثينا وطيبة) في تحقيق مشاريعها التوسعية للسيطرة على بلاد اليونان فضلا على ان مقدونيا قد استفادت بشكل واضح من الاخطاء التي وقعت بها تلك الدول من اجل السيطرة على بلاد اليونان وتمكنت بذلك مقدونيا من بسط سيطرتها على بلاد اليونان منذ القرن الرابع قبل الميلاد فضلاً عن اصلاح ما افسدته تلك المدن وتوظيف تلك الاخطاء لصالحهاَّ.

وقد قسمت الرسالة  الى ثلاثة فصول فضلاً عن المقدمة والخاتمة, وتناولت في الفصل الاول جغرافية مقدونيا ونِشاتها وقد قسم بدوره  الى مبحثين استعرض المبحث الاول جغرافية مقدونيا واصل المقدونيين ونظرة اليونانيين لهم. 

اما الفصل الثاني  فقد تناول ظهور مقدونيا على مسرح السياسة في بلاد اليونان وقد قسم الى مبحثين تناول  الاول الظروف والعوامل التي مهدت لضهور مقدونيا على مسرح السياسة في بلاد اليونان فضلاً  عن ملوك مقدونيا  للفترة (540-454ق.م)اي عهد الملكين امنتاس الاول والملك الاسكندر الاول  اما  الثاني فقد تناول ملوك مقدونيا من الفترة(454-359ق.م).

اما الفصل الثالث  تناول سيرة الملك فيليب الثاني في  مقدونيا وقسم ذلك الفصل الى مبحثين استعرض المبحث الاول تسلم فيليب للعرش وابرز اصلاحاته الداخلية اما الفصل الثاني فقد تناول علاقات فيليب الخارجية وحروبه مع الدويلات اليونانية وسيطرته على بلاد اليونان ,فضلا عن تلك الفصول الثلاثة زود البحث بخاتمة الموضوع وقائمة للمصادر والمراجع وملخص اِللغة الانكليزية.

توصل الباحث الى جملة من الاستنتاجات يمكن اجمالها بالشكل الاتي:

اثر موقف مقدونيا الجغرافي في تاريخها المبكر على علاقاتها الخارجية اذ ان موقعها المتمثل في شمال بلاد اليونان جعلها في اول الامر في عزلة عن التطورات السياسية التي كانت تحدث في بلاد اليونان خصوصاً في عهودها المبكرة.

امتلكت مقدونيا ثروات كبيرة ساعدتها على بناء دولة ساهمت في تحقيق مكاسب سياسية خارج مقدونيا .

على الرغم من  النظرة التي كانت على المقدونيين في عيون السكان والشعب اليوناني على انهم برابرة ولا ينتمون الى الجنس الهليني الا ان ذلك لم يستمر لفترة طويلة وخاصة بعد المحاولات التي قام بها احد ملوكها وهو الاسكندر الاول الذي استطاع اثبات نسله واصله الاغريقي من خلال ادعاءه بالانتماء الى الجد الاكبر للاغريق وهو هرقل وكذلك المشاركة ببراعة في الالعاب الاولمبية التي كانت تقام في بلاد اليونان وكانت مقتصرة على الاغريق فقط, واستغلال حدوث الحروب الفارسية اليونانية التي كانت بلاد اليونان في امس الحاجة الى الاسكندر الاول والمقدونيين للدفاع عن وطنهم من بطش الفرس.

كما كان للبلدان الاخرى في الشرق القديم(بلاد الرافدين وبلاد النيل وغيرها) تاريخا اسطورياً فان مقدونيا لم تخرج عن الاطار الاسطوري اليوناني خاصة في فترة نشاتها الاولى منذ سنه 800ق.م.

اثرت الظروف الدولية الخارجية في ظهور مقدونيا على المسرح السياسي فضلاً عن ظروف مقدونيا الداخلية الذي كان للحروب اليونانية الفارسية دور كبير في ظهورها الدولي اذ ظهر اشهر ملوكها في هذه الفترة ومنهم امنتاس الاول والاسكندر الاول ويعتبر ظهور هؤلاء الملوك بداية العصر السياسي التاريخي  لمقدونيا  .

فضلاً عن  تلك الحروب فقد كان للحروب البلوبونزية الاثر الكبير في ظهور بلاد مقدونيا بقوة لا يستهان بها خاصة في عهد ملكها برديكاس الثاني(454-413ٌق.م) الذي عاصر عهد حكمه احداث الحروب البلوبونزية وظهرت مقدونيا في تلك الفتره كقوة مابين قوى بلاد اليونان الاخرى(اسبرطة واثينا وطيبة).

مرت مقدونيا بفتره استقرار سياسي وحضاري خاصة في فترة الملك ارخيلاؤس الاول (413-399ق.م) الذي يعتبر من الملوك الذين انشأوا اول نواة لتاسيس الجيش المقدوني في تلك الفترة.

مرت مقدونيا في فترة تحدي واضطرابات داخلية وخارجية هيات السبل امام اثينا وطيبة للتدخل في شؤونها الداخلية خاصة في عهد ملكها الاسكندر الثاني (370-367ق.م)والملك برديكاس الثالث(365-360ق.م) وبقيت مقدونيا على تلك الحال الى ان تسلم الملك فيليب الثاني زمام الحكم.

تمكن الملك فيليب الثاني بعد تسلمه للعرش  الاطاحة بمنافسيه من البيت المقدوني الذي هيا له المقدره للقيام بالاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الاصلاحات العسكرية.

كان لمعركة خيرونيا سنه( 338 ق.م) الاثر البارز والمهم  في سيطرة مقدونيا على الدويلات  اليونانية  بشكل عام وتزعمها للعالم اليوناني وفق ما جاء في مؤتمر كورنثه 337ق.م.

مع التطور والتقدم والسيطرة التي حققها الملك فيليب الثاني لمقدونيا الا انه لم يسلم من مؤامرات البلاط المقدوني حيث راح ضحية مؤامرة قيل ان زوجته دبرتها له  وقتل سنه( 336ق.م ) الا ان ذلك لم يمنع من بقاء قوة تلك الدولة التي تزعمها بعده ابنه الاسكندر الثاني(336-323ق.م) الذي تولى امر الدولة المقدونية وفرض سيطرته في وقت قصير على بلاد اليونان وكذلك الشرق الادنى القديم.


Comments are disabled.