نوقشت اطروحة الدكتوراه الموسومة بــ (منظمة حلف شمال الاطلسي وموقفها من القضايا الدولية ” 1949 – 1969 “) للطالب مسعد رستم حمادي في كليتنا قسم التاريخ تخصص (حديث) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور وليد عبود محمد وعضوية كل من الاستاذ الدكتور عماد هادي عبد علي والاستاذ الدكتور رحيم كاظم محمد والاستاذ الدكتور قبس ناطق محمد والاستاذ المساعد الدكتور بشرى سكر خيون وبأشراف الأستاذ الدكتور المتقاعد اميرة حسين محمود وذلك يوم الخميس الموافق 3/5/ 2018 على قاعة (أ.د.خطاب العاني) .
تعد منظمة حلف شمال الأطلسي من ابرز نتاجات الحربين العالميتين الأولى والثانية، واحدى اهم مظاهر وتمخضات الاحلاف والتكتلات الدولية في القرن العشرين، إذ غدت صورة من صور التعاون الأوربي شبه القاري مع نصف الكرة الغربي، لتجسد مضمار انساق العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية خلال الحرب الباردة، وكان لإدائها في معالجة القضايا الدولية مايرمز إلى صيرورة تلك العلاقات على المستويين الايجابي او السلبي منها، وتعدى ذلك الى ما يؤشر رجحان التأثير في مستقبل تلك العلاقات ومساراتها على مستوى العلاقات الدولية اجمع.
كان لظهور معسكرين متضادين عقب الحرب العالمية الثانية، وهما المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة والمعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي أثره في اتباع قطبي العالم سياسات استقطاب واستقطاب مضاد، الأمر الذي أدى إلى ميل كوكبة من دول العالم لأحد المعسكرين تناغماً مع ما يحقق مصالحهما في تنظيم سبل الدفاع ودرء الاخطار، والظهور بمظهر التحالف الاقوى وهو ما نتج عنه انقسام دول العالم لتدور تلك الدول في فلك معسكرين بثلاثة قوى وتلك القوى كانت أوربا الغربية والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي، وهو ما جعل العالم يعيش على حافة الهاوية أو الحرب أكثر من مرة.
لذا فأن اختيار الباحث موضوع (منظمة حلف شمال الأطلسي وموقفها من القضايا الدولية 1949 – 1969) جاء لسببين رئيسين اولهما أن المنظمة مثلت تحالف لدول لها امكانيات مكملة للدول الأخرى في ضروف حرجة تصاعدت فيها لغة التنافس والتحدي خلال الحرب الباردة، فمنها ذات الطابع العسكري ومنها السياسي ومنها الاقتصادي ومنها ما يشكل المجال الحيوي الستراتيجي.
اما السبب الثاني في اختيار الموضوع فانه يكمن في مقدرة المنظمة على منع وقوع الحرب، إذ ان اغلب الدراسات اغفلت مدى حجم ترسانة النظام الدفاعي للمنظمة والذي حال دون التفكير باتخاذ اجراء عسكري على قوى منفردة.
اهم الاستنتاجات التي خرج بها الباحث على وفق الآتي:
ان منظمة حلف شمال الأطلسي حققت سياسة جيوستراتيجية وسعت بمضمونها قوى الغرب وقلصت بتنظيمها تمدد قوى الشرق.
ان منظمة حلف شمال الاطلسي استطاعت منع النفوذ الاشتراكي من اختراق اوربا، لاسيما لو اخذ بالحسبان ان بعض دول المنظمة كانت لها احزاب ذات ممارسات وميول وايديولوجيات اشتراكية.
تمكنت منظمة حلف شمال الاطلسي من ان تؤسس اضخم تكتل وعسكري وسياسي واقتصادي عابر للمنظمات الدولية.
على مستوى النشاط الاقتصادي فقد تمكنت منظمة حلف شمال الاطلسي من مد شبكات واسعة من انابيب النفط عبر الدول الاعضاء والدول التابعة لهيمنة القوى الكبرى في المنظمة.
نجحت منظمة حلف شمال الاطلسي من فرض التوازن الدولي ومنع وقوع الحرب بين المعسكرين العملاقين الشرقي والغربي.
رسخت المنظمة المذكورة تحشيد قوة عسكرية متنوعة القيادات وذات تسلح دولي يحسب له الحساب في ميزان الحسم والتوازن الدوليين، بل استطاعت المنظمة تشييد ترسانة عسكرية مسلحة بالطاقات البشرية والمعدات الحديثة اللتان اضفتا دقة في التنظيم وضخامة في الهيبة.
فرضت المنظمة هيمنتها وسطوتها على البر الاوربي الغربي والمحيط الاطلسي والبحر المتوسط ووظفت ذلك عسكرياً واقتصادياً، وعززت المنظمة من فرض السطوة على الشرق الأوسط.
نجحت منظمة حلف شمال الاطلسي في تعزيز النشاط الرأسمالي دولياً ، واقتربت منظمة حلف شمال الاطلسي عبر ستراتيجياتها من حدود التماس مع الإتحاد السوفيتي او ما يعرف بالجدار الحديدي، واخذت تطلع على تحركات المعسكر الغربي وتمحص نقاط القوة والضعف.
برهنت منظمة حلف شمال الاطلسي للقوى المنافسة بأن اوربا ونصف العالم الشمالي الغربي قوى تجمعها المصالح المشتركة والقومية والدين والتفكير السياسي.
عالجت منظمة حلف شمال الاطلسي نقاط الضعف التي كانت تكابدها الدول الاعضاء ومنها التقلبات الاقتصادية انطلاقاً من مبدأ التعاضد الذي يقوم عليه ميثاق المنظمة ومبادئها.
اسست منظمة حلف شمال الاطلسي تمثيل واضح لنمط السلام والحداثة داخل اوربا، لان المنظمة تنظيم فاعل يتدخل في اغلب التفاعلات الدولية.