جرت في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير بـعنوان (السلطان أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله المتوفى (796ه) وأثره السياسي والحضاري في الدولة الحفصية (729-796هـ/ 1329-1394م)) للباحثـة من قسم التاريخ (نضال كاظم كشاش) تخصص تاريخ اسلامي , وتألفت لجنة المناقشة التي ترأسها الاستاذ الدكتور محمود تركي فارس ,وبعضوية واشراف الاستاذ المساعد الدكتور خليل جليل بخيت ,وعضوية الاستاذ الدكتور زينب مهدي رؤوف, مع الاستاذ الدكتور رياض احمد عبيد بصفة عضوا خارجيا من كلية التربية للبنات – الجامعة العراقية.
تعنى هذه الدراسة بإبراز الأثر السياسي والعسكري للسلطان أبي العباس أحمد منذ أن كان أميراً على قسنطينة وبجاية حتى بعد أن أصبح سلطاناً على افريقية وكذلك الوقوف على أهم أعماله العلمية والعمرانية والاقتصادية في الحاضرة تونس ومن بعده ابنه أبو فارس عبد العزيز الحفصي التي تُعد فترة حكمه من أزهى وأقوى الفترات من حيث القوة والازدهار العلمي والثقافي في مختلف الميادين وتوازن للعلاقات الخارجية مع مصر وبني مرين ، إذ ازدهرت هذه العلاقات ازدهاراً كبيراً في فترة يسود فيها المودة والسلام وكان السلطان أبي العباس أحمد نموذجاً لدراسة مرحلة مهمة من تاريخ مراحل حكم بلاد افريقية اتسمت بالقوة والنشاط العسكري والسياسي، على الرغم من أن الدراسات التاريخية التي تم إنجازها عن الدولة الحفصية كثيرة ، ولكن قرر الباحث دراسة شخصية السلطان أبي العباس لما له من دور حيوي مهم في حياة الدولة الحفصية وعموم بلاد المغرب.
وتوصل البحث الى عدة نتائج ابرزها ان السلطان قد تم استدعاءه إلى العاصمة تونس وتمت بيعته وعمل منذ وصوله (772هـ/ 1394م) إلى لملمة قوات الجيش والفقهاء ورجال الدولة وبدأ يعمل على تكوين دولة جديدة ,كذلك عمد الى قيادة الحملات العسكرية على المدن واستعادة الأمصار , فضلا عن انه كان سلطاناً عادلاً ورؤوفاً برعيته وكثيراً ما كان يعفو عن الخارجين والسبب في ذلك عدم إثارة الخلافات القبلية والسياسية في المملكة , قرّب الفقهاء والعلماء وجعل لهم اليد الطولى في التأثير على المجتمع وكان لا يخالفهم الرأي ويستشيرهم في اتخاذ القرارات المهمة التي تخص الدولة في الظروف الحرجة .


