نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بــ (اثر ثورات العبيد في الامبراطورية الرومانية خلال القرنيين الثاني والاول قبل الميلاد) للطالب رافد رشك عرمش في كليتنا قسم التاريخ تخصص (قديم) من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الأستاذ الدكتور علي كسار غدير وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور احمد لفته حسن والاستاذ المساعد الدكتور صباح جاسم حمادي وبأشراف الأستاذ المساعد الدكتور مزهر محسن فرحان وذلك يوم الاربعاء الموافق 30/ 5/ 2018 على قاعة (أ.د. جواد علي) .
السبب الذي دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع هو غزارة الاحداث واهميتها في التاريخ الروماني القديم يضاف الى ذلك وجود مصادر كلاسيكية تناولت الموجود وأن كان تلك المصادر مقتضب ومجزئ, اما المصادر الاجنبية الحديثة تناولت الموضوع بشكل أوسع, أما الباحثون العرب أمثال (ابراهيم صبحي , ونجيب أبراهيم طراد , أبراهيم رزق الله أيوب, ومحمد السيد عبدالغني, وغيرهم) مروا على موضوع ثورات العبيد الثلاثة كمعطى اجتماعي وليس كمعطى سياسي واقتصادي , وهذا الامر دعانا الى كتابة بحث يتناول النتائج السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق المنهجين (الوصفي والتحليلي) وألنا على انفسنا أن نجمع شتات ما مكتوب ونقتفي اثر جميع المصادر التي تناولت ثورات العبيد وانعكاسها على الكيان الروماني حيث تنامت فكرة الرفض والغضب بسبب الاستغلال البشع والمعاملة القاسية والتفنن في العقوبات والتنكيل الاجتماعي لطبقة العبيد من بل الطبقة الأرستقراطية, فتقدت تمردات وثورات قادها العبيد وشاركهم الاحرار الذين أرادوا تغيير الوضع ألمزري لهم فوجدوا في ثورات العبيد فرصة من تغيير واقعهم المرير, فاندلعت ثوراتهم في المناطق التي تتعامل مع العبيد بالأساليب الظالمة التي مر ذكرها وابرزها ثورتي صقيلية في الاعوام 135-104 ق.م, ثم تبعتها ثورة ثالثة داخل ايطاليا وتحديداً في روما قادها المصارع (سبارتاكوس) ومعه ُ مجموعة من العبيد المصارعين ثم التحق بهم عبيد المناطق المجاورة .
ومن الملفت ان قادة الثورة كانت لهم ميزات خاصة ساعدتهم في التأثير بالعبيد واعلان الثورات لانهم كانوا يتعاملون بالمسحة الدينية وروحية وهذا الشيء ينطبق على (أيونوس) قائد ثورة العبيد الاولى في صقلية, و(سالفيوس) زعيم الثورة الثانية في صقلية, ويضاف الى هذا عامل وجود أعداد كبيرة من العبيد في صقلية والمناطق النائية فيها .
بعد نجاح الثورة في السيطرة على بعض المناطق المهمة في صقلية, أعلنوا خلعهم للنظام الروماني في المدن والسيطروا عليها, وإعلان ممالك على غرار الممالك الموجودة في الشرق الادنى القديم , فنصبوا انفسهم ملوكً ولبسوا التيجان, وأشبعوا ملوكيتهم بهالات الملوك, وسكوا عملة خاصة بهم , كل هذه الاحداث كشفت عن ضعف المنظومة العسكرية في صقلية وعدم حنكة سياسيوا روما بعدم اتخاذ الثورات على محمل الجد, الامر الذي دفع السلطة الرومانية تعيين قاد َ أكفاء من اجل القضاء على الثورتين بعد جهد جهيد , هاتان الثورتان وما صاحبتهما من نتائج سلبية سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي, على الدولة الرومانية وشعبها .