نوقشت رسالة الماجستير الموسومة بــ ((استدراكات الكوراني العاملي على مفردات الراغب الاصفهاني تحليل وتقويم)) للطالب جعفر ظفير حسوني في كليتنا قسم اللغة العربية تخصص لغة ، من قبل لجنة المناقشة المتمثلة برئيسها الاستاذ المساعد الدكتور زهير محمد علي وعضوية كل من الاستاذ المساعد الدكتور اسامة رشيد الصفار والاستاذ المساعد الدكتور رياض حمود حاتم وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور احمد عاشور جعاز وذلك يوم الخميس الموافق 2017/11/19 على قاعة (الاستاذ الدكتور هاشم طه شلاش) .
درس الباحث أهم الاستدراكات التي أخذها الشيخ الكوراني على الراغب الاصفهاني ، فحوى التمهيد على مفهوم الاستدراك في اللغة والاصطلاح ونبذة عن جهود العلماء القدماء والمحدثين في تطوير ظاهرة الاستدراك التي تعد من المسائل التكامل اللغوي ، وكذلك حوى على نبذة مختصرة لحياة الراغب الاصفهاني والشيخ الكوراني .
أما الفصل الأول فقد درس منهجية الشيخ الكوراني في الاستدراك ويمكن اجمالها في بعض الامور منها الاستدراك بالتفسير بالآيات القرآنية ، وتضعيف ما ذهب إليه الراغب في تفسير بعض الآيات القرآنية ، وكذلك درسنا هنا الاستدراكات من حيث أصلُ المادة ومن حيث التكلف في شرح المفردة ، وتفسير المادة بضبط الحركات وبالضّدِّ والترادف ؛ والاستدراك بالمسائل النحوية من حيث النقي بـ (لا النافية) ، والنداء وأنواع الألفات وأنواع (أي) ، وكذلك المسائل والعروضية المتمثلة بالوزن العروضي للبيت الشعري ، وضعيف الراغب في هذا المجال .
أما الفصل الثّاني فقد انعقد على الاستدراكات الفعلية بأنواعها ، فقسم إلى مبحثين الأوّل جاء بالأفعال الثّلاثية المضعفة ، أما المبحث الثاني فقد حوى على الأفعال الثلاثية بأنواعها الصحيح والمعتل والأجوف واللّفيف .
أما الفصل الثالث فقد شمل على الاستدراكات الاسمية فقسم على ثلاثة مباحث ، الأول اختصّ باسماء المتعلقة بالإنسان ، أما الثّاني فقد حوى على الاسماء الخاصّة بالطبيعة ، أما الثالث فقد شمل على اسماء عامّة ، وجاء هذا التقسيم في ضوء مادة الكتاب المدروس .
كان الهدف من هذه الدراسة هو التحليل والتقويم والوقوف على مدى صحة الاستدراكات التي أخذها الشيخ الكوراني على الراغب الاصفهاني،ومن أجل ذلك ذهب الباحث إلى أمات الكتب من المعجمات في مقدمتها كتاب العين والمقاييس والصحاح لسان العرب وتاج العروس وكتب التفاسير والقراءات وكتب النحو ، وكتب المعرّب والدخيل ، وفي بعض الاحيان اعتمد الباحث على كتب اللغة والأدب ، ومن جانب آخر اعتمد على بعض آراء علماء الاختصاص في الجانب العروضي
وقد توصل الباحث الى نتائج عدة فمن أهم هذه النتائج
-من الاسباب التي دفعت الشيخ الكوراني للاستدراك على كتاب المفردات للراغب هو الاختصار الذي اعتمده الأخير في شرح المفردات .
– كان الشيخ الكوراني شديد التجريح بالراغب من حيث استعمال الفاظ جارحة في استدراكه وهذا من الامور التي تجعل استدراكه بعيدا عن النقد الموضوعي والعلمي .
– كان أسيرا للخليل وابن فارس دون التوسع بذكر آراء علماء المعجمات الاخرين في رفد استدراكاته
– كثير الإطاله في استدراكاته ، وبنفس الوقت يستدرك على الراغب بسبب الإطالة .
-لم يلجأ الراغب إلى ذكر جميع أصول المادة ، بل اكتفى بذكر أصل أو أصلين ، فضلا عن ذلك فقد كان كثير الاستشهاد بالقراءات القرآنية الشاذة .
– لم يُكلف المستدرك نفسه في البحث وتقصي الحقائق في هدي استقراء المصادر والمراجع ، فقد كانَ أسيراً لعددٍ من العُلمَاءِ دُونَ الآخرين ، وهذا هو سببٌ من أسباب تضعيف استدراكه
– كثيرُ القولِ بأنَّه لم يجد أحداً من اللّغويّين قد ذكر هذا ، لكن بعد مراجعة المصادر نجدُ غير ذلكَ ، وهذا سببهُ ما ذكرناه آنفاً في الفقرة السَّابقة .
– في بعضِ الموارد يلجأ إلى تضعيفِ المستدرك عليه بسببِ الأختلاف باللَّفظ ، لكن عند الدَّراسة اكتشفنا أنَّها من المترادفات .
– لم تكنْ منهجيه الشيخ الكوراني في الاستدراك تسيرُ على نمط واحد ، بل استعمل معظم أنواع الاستدراك ، من حيثُ الأصل والتّرادف والتّضاد والضّبط بالحركات وغيرها .
– لم يراعِ الأختلاف الحاصل بين العُلمَاءِ في تحليلِ المادة .
– في بعضِ الموارد نجدُ الرَّاغبَ قد تفرد في تحليل المادة ، فيذكرُ أشياءً لم يذكرها عُلمَاءُ المعجماتِ كما في مادة (زفير) وحرف النداء (يا) .
– الإشادَة بما قاله المستدرك عليه في تحليل المادة من قبل المستدرك في بَعْضِ الموارد وهذه تُعدَّ شهادة منهُ للقدرات اللَّغوية التي يمتلكها الرّاغب الأصفهاني.
– اتضح لدينا بعدَ دراسة وتقويم استدراكات الشَّيخ الكوراني أنَّهُ كَانَ على صوابٍ في بَعْضِ الموراد ، لكن إذا أردنا التَّعامل معها تعاملاً رياضياً ، يظهرُ لنا أنَّ40% يُحسب له ، و10 % لكليهما من حيث الإجادة في تحليل المادة ، 50% للراغب لكن هذا لا يُعدُّ بخساً بجهوده .
– وأخيراً وليس آخراً نُشيدُ بالجهودِ الاستدراكية للشيخ الكوراني على الرَّغم من قلتها .
