جرت في كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير بعنوان (تطـور آليات الدفـاع النفـسي عـند الأطفـال ) ,للباحثة من قسم العلوم التربوية والنفسية (آيات عمـار ياسـر) تخصص علم نفس النمو, و تألفت لجنة المناقشة من الاستاذ الدكتور انتصار هاشم مهدي رئيسا ,والاستاذ المساعد الدكتور مناف فتحي عبدالرزاق عضوا ومشرفا ,والاستاذ الدكتور غادة علي هادي عضوا , مع الاستاذ المساعد الدكتور راقية عباس خضير بصفته عضوا خارجيا من كلية التربية الاساسية / جامعة بابل.
هدف البحث التعرف على آليات الدفاع النفسي (الكبت، التبرير، الإسقاط، الإنكار، التقمص) عند الأطفال ,كذلك دلالة الفروق الأحصائية في آليات الدفاع النفسي لديهم تبعا لمتغيري الجنس والعمر, اذ يُعد التطور الإنساني موضوعاً مركزياً في العلوم النفسية، غير أن فهمه لا يزال يواجه صعوبات جوهرية، خاصة فيما يتعلق بالطابع المعقد وغير الخطي للتغيرات النفسية عبر العمر ,فبينما يُفترض تقليدياً أن التطور يسير في مسار تقدمي ومستقر، تشير الأدلة الحديثة إلى أن التطور النفسي ليس دائماً تصاعدياً، بل قد يشمل مراحل من التراجع أو التوقف المؤقت، وهو ما يضعف التصورات النمطية عن النمو كعملية خطية.
وتوصل البحث الى جملة نتائج ابرزها وجود خطًّا تطوريا واضحا، يبدأ باستخدام عال للإنكار في الطفولة المبكرة، ويضعف مع ازدياد نضج العمليات النفسية العليا. وهذا يُعد دعمًا مباشرًا للتصور الديناميكي النمائي الذي يرى أن الدفاعات تُستبدل تدريجيًا بأخرى أكثر تطورًا، لا سيما في سياق النمو المعرفي وتطور الوعي بالذات والآخر. وعليه، فإن الإنكار في الطفولة المبكرة ليس مرضيًا بذاته، بل يُعد مرحلة انتقالية من النمو الدفاعي .


