تم مناقشة رسالة الماجستير الموسومة بــ (الفتوى واشكالية التوظيف السياسي) للطالب (حيدر عبد الامير ساجت) في كليتنا قسم (علوم القرآن الكريم والتربية الاسلامية) تخصص (علوم قرآن) وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور عامر عبد الامير حاتم ، وعلى قاعة (الدراسات العليا) .
كانت هذه الرسالة محاولة للغوص في عمق التأريخ من خلال جدلية توظيف الفتوى الدينية (سياسياً) و المتأرجحة بين محوري إثبات صلة الدين بالسياسة أو عدمها، وقد حاول الباحث بحسب ماتوفر لديه من الوثائق و المصادر، بيان مفهومي السياسة اللذين يُبتنى على أساسيهما القول بالعلاقة بينهما أو لا، و بالتالي الصيرورة الى ذلك وقد اوضح في الفصل الأول إصطلاحات الدراسة التي هي ( الفتوى – الإشكالية – التوظيف – السياسة) ، ثم أعقب ذلك بإلماع الى الجذور التاريخية للتوظيف، ثم الموقف الشرعي منه، بعد التقريب للجواب بثلاثة تقريبات رأى الباحث أن الجواب قد يتوقف عليها وحاصلها شرح المباديء العامة للنظرية السياسية في الاسلام، ومن ثم إختيار المنهج الوسطي القائل بالعلاقة التامة بشرط ان تكون السياسة بمفهومها الديني الناظر الى المصالح العليا لا الفشوية والشخصية وما شاكلهما، ثم اوضح الباحث اهمية إستقلال المؤسسات الدينية عن الحكومات استقلالاً تاماً.
وأما في الفصل الثاني فقد عرّج الباحث على الفتوى و المفتي وآدابهما، والاختلافات والتوافقات ما بين المدارس الاسلامية ، وعرض الاستبيان الذي قام من خلاله بمسح ميداني واستطلاع لآراء بعض شرائح المجتمع بعينات عشوائية سناً وجنساً وفكراً ثم عرض اهم جوابات العلماء العارفين الذين استفتيناهم بهذا الصدد، ثم المراسلات التي حصل عليها عن طريق احد عناصر القوات الامنية والتي استدل الباحث بمجموعها على ان التوظيف سلاح ذو حدين بالإضافة الى إتخاذه عدة محاور منها التمذهب و التعصب ومنها محور المال ومنها بعض العقد النفسية والذهنية التي يعيشها الفرد ضمن البيئات التي تغذيه تلكم الأدوار والتي يعتقد بصحتها جزماً، ثم التفت الباحث الى ان للتوظيف مدخلات قصد بها الأسباب والدوافع التي ينبعث منها، ومخرجات و عنى بها الآثار والنتائج التي ينتهي اليها .